لدكتورة عبير فؤاد |
حوار: أميرة جمال وسها صلاح
"القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود " مثلها وغيرها الكثير والكثير من الأمثال التي تثيرها توقعات الأبراج يومًا بعد يوم، فهناك العديد من الأفكار والمعتقدات المغلوطة التي ترسخت في أذهاننا بهذا الشأن، وكان لها بالغ الأثر في تشكيل عقولنا، ولكن لنقف قليلًا أمام مثل هذه المعتقدات ولنسأل أنفسنا أحقًا هي معتقدات تستحق الإيمان بها أم إنها مجرد موروثات لا تتعدى كونها صدف قد تحدث لبعض منا؟ هذا ما سوف نخوض في الحديث عنه لمعرفة ماهية هذه المعتقدات والصواب منها من الخطأ، لذا توجهنا لاستقاء تلك المعلومات من الدكتورة عبير فؤاد، خبيرة الأبراج والأرقام، للحديث في كل ما يخص المعتقدات المغلوطة بشأن الأبراج والطاقة.
- بداية هناك الكثير من الأشخاص يستخدمون الأبراج لتبرير تصرفاتهم وصفاتهم، فهل هم على حق أم إنها أفكار مغلوطة؟
فابتسم ابتسامة متواضعة واستهلت الحديث قائلة: " أولًا سنضع القرارات الحاسمة والنقطة الفاصلة وكل هذه المسميات جانبًا، وسنتحدث بطريقة أنه في النهاية كل شخص له معتقداته الخاصة به وهذه هي فلسفة الأبراج المبنية على فكرة الاختلاف، وأن كل إنسان خلقه الله ببصمة مختلفة عن الآخر كي نكون مختلفين، فهناك أشخاص تود أن تضع قواعد عامة كي يسير عليها الجميع وأن نكون متفقين، ولكن هذا الأمر هو مكمن الأفكار المغلوطة وبخاصًة أنها ضد الطبيعة التي خلقنا الله عليها، فالأبراج علم والعلم نور، لذا يجب ألا نتكهن بشيء دون علم به؛ فعن تجربتي الشخصية مع الأبراج كنت في البداية غير مؤمنة بها وكانت بعيدة كل البعد عن مجال تخصصي ألا وهو الهندسة، ولكن عندما عملت في إحدى الشركات الأمريكية كنت غالبًا ما أقرأ في صفحات الأبراج حتى آمنت بها، وعندما سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وجدتهم يضعون علم الأبراج كأساس في وضع خططهم اليومية، وفي خطط عمل الشركات كذلك، لذا فهو علم يجب أن نتسلح به".
- بعض الأشخاص يدخلون في حالات نفسية ويرجعونها للظواهر الكونية التي تحدث، فهل بالفعل يكون لها أثر في ذلك؟
فأجابت: " بالفعل تكون هذه الحالات النفسية راجعة لما يحدث من ظواهر، فبعيدًا عن الأبراج يقول العلم بأن البلاد التي تتمتع بسطوع الشمس يمتلك أهلها مزاجًا أفضل ويُفرز لديهم هرمون السعادة على عكس الدول الأوروبية مثل السويد والنرويج بها الكثير من حالات الانتحار ولا تشهد سطوع الشمس مطلقًا، فهذا يؤثر تأثيرًا بالغًا على حياتهم ومزاجهم وحالتهم النفسية ويميلون للكآبة، وهذا الشيء علميًا بعيدًا عن الأبراج، فيجب على الإنسان أن يكون فاهمًا لوجود ظروف فلكية ومناخية محيطة به، وهذه الظروف تكون أقوى منا كأشخاص، واستنكرت قائلة " لماذا يكابر الإنسان من الاعتراف بوجود ظروف فلكية ومناخية أقوى منه؟ "، لتجيب بأن "الفكرة تكمن في المبادئ؛ فلا يجب عليَّ أن أبرر ما أفعله من أشياء سيئة وأفعال مذمومة بأحوال وظروف البرج الخاص بي، فيجب أن نتحلى بالأخلاق والمبادئ التي تقف حائلًا دون ما يمكن أن تفعله حالتنا النفسية".
- وهل التقلبات المزاجية التي قد تحدث للشخص تكون راجعة لتغيرات حادثة في برجه أم إن ذلك ليس له علاقة؟
فصمتت برههه واستطردت: " أنه إلى حد كبير تؤثر الأبراج على حالتنا المزاجية، فمن الممكن أن يستيقظ الشخص ذات يوم منزعجًا ولا يعرف مما ينزعج وهو لم يبدأ يومه بعد، ولكن هذا ليس مبررًا لسوء معاملة الناس أو إهمال الأعمال المهنية، فقد أجد نفسي فاقدًا القدرة على التركيز وهذا يحدث لكنه شيء غير مبرر، لذا لا يجب أن أُرجع كل ما يحدث لي لما تقوله الأبراج، فيجب على الشخص أن يضع لنفسه احتياطات كي يعرف كيفية تخطي هذا الوضع، كما يجب عليه أيضًا أن يرتب أفكاره وأن يُقنن كل شيء بمواعيد مخصصة له، بحيث يتخطى بذلك فكرة القلق.
وأكملت حديثها مستنكرة من إنكار بعض الأشخاص لذلك، مضيفة "أنا مش عارفة ليه الناس بتنكر ده، إحنا مش مكن وغرور الإنسان يصور له مقدرته على التحكم في كل شيء"، وما لبثت أن استنكرت مجددًا بأنه إذا كان الإنسان قادرًا على التحكم في مايحدث حوله إذًا لماذا لا يتحكم في مواقيت نزول الأمطار؟ لتجيب مسرعة بقولها "لذا لا يستطيع أحدًا منا أن يغير شيء، فالأرصاد عندما تخبرنا بالتوقعات الخاصة بالطقس، هي لا تتدخل بذلك في علم اللّٰه، ولكن لديهم علم يخبروننا به لنأخذ احتياطاتنا، كذلك الأمر بالنسبة للأبراج، فعلى سبيل المثال إذا قرأت في برجي اليوم أني سأكون فاقدة القدرة على التركيز عند قيادة السيارة، هذا سيدفعني لأخذ احتياطي من الأمر بتقليل السرعة، فنحن لا نملك من الأمر شيء وكل هذا يرجع لأمر اللّٰه، وإنما هي عملية توضيح للأمور ليس أكثر".
- وهل هناك أشياء سواء نباتات أو حيوانات معينة قد تدخل الطاقات السلبية أو الإيجابية على أصحابها أو من يراها؟
فبدت عليها علامات الاعتراض قائلة: " هذا الأمر يرجع لكل شخص ومعتقداته، وليس له علاقة بالأبراج، فالأبراج طاقة كونية للكواكب وما يحدث لها من ذبذبات، والتي حسب وضعها تبعث علينا طاقات كونية مختلفة، أما عن الحيوانات فهي تختلف من بلد لأخرى، فهنا في مصر على سبيل المثال تعتبر البومة فأل سيء، أما في أوروبا فهي مصدر أمل وتفاؤل وسعادة، لذا يمكننا القول بأنها راجعة لثقافة ومعتقدات كل شعب وليس لها معيارًا محددًا".
- وهل بعض اللوحات والصور بالفعل قد تكون سببًا في بث طاقة معينة، فعلى سبيل المثال هل كانت الصورة الشائعة لنيرة أشرف مع لوحة العاشق القاتل سببًا في وفاتها بنفس الطريقة؟
فابتسمت ابتسامة عريضة قائلة:" مسبقًا كنت غير مقتنعة بطاقة اللوحة، وإنما هناك أشخاص على سبيل المثال يكونوا محتفظين بلوحة الطفل الباكي في منازلهم، ودائمًا ما يقال إن هذه البيوت يغلب عليها الحزن طوال الوقت، فهذا أيضًا ما حدث مع نيرة أشرف، فصورتها بجانب لوحة العاشق المجنون أدخلت عليها طاقة سلبية إلى حد كبير".
وأكملت "سأجيب على هذا السؤال أيضًا من قبيل موقف حدث لي مسبقًا، فأنا من الأشخاص المحبين للوحات الحملة الفرنسية فأقتنيت بعض اللوحات الخاصة بهذا الشأن، وكان ضمنهم لوحة لسيدة مريضة ومحاطة بأشخاص يزورونها وشيخ يقرأ لها قرآن وهي طريحة الفراش، وبالفعل عكست اللوحة هذه الطاقة عليَّ ومرضت مرضًا شديدًا وكأن اللوحة كانت تترجم عليَّ، فأخذتها إحدى صديقاتي، وكانت خبيرة طاقة، واستبدلتها بأخرى بها بهجة وسرور، فعلمني هذا الموقف ألا أضع لوحات بطاقات سلبية داخل المنزل".
- وكيف يمكن للأشخاص أن يستفيدوا من علم الطاقة في ممارسة حياتهم اليومية؟
فقالت خبيرة الطاقة، "حقيقة يجب علينا أن نهتم أكثر بما يخص الأبراج، فلابد أن نأخذ الكلام من أفواه الأشخاص الموثوقين، وأن نسمع قبل أن نعارض، وأن نهتم بما يقال لنا من نصائح، لأنها تُبنى على دراسة وليست تهيؤات، لذا لابد أن نأخذ برأي الأبراج فإذا كانت على سبيل المثال تقول بألا ندخل في مغامرات مادية أو أننا معرضون للحوادث، فلابد أن نأخذ به لأنه علم مبني على حقائق، وهذا العلم تم وضعه من قِبل المصريين القدماء، ثم أخذه الأوربيون وهم الآن يعملون به ونحن نعتبره من الخرافات، وسنجد دليل على ذلك في سقف معبد دندرة الشهير، والذي تزين جدرانه رسومات خاصة بالـ 12 برجًا".