أخر الاخبار

الحياة في الغرب ليست كما تتوقع

 

الحياة في الغرب ليست كما تتوقع

كتب: أحمد حسن وكرستين عوني

غالبًا ما تبنى المعتقدات والأفكار على المعلومات المتاحة أمامنا، سواء إن كانت هذه المعلومات نأخذها عن طريق الأفراد أو الإعلام، وحينما يتعلق الأمر بالغرب نجد أنه يتصدر لنا دائمًا الصورة الإيجابية فقط، ونحن لا ننكر أن الغرب متطورين في العديد من المجالات ولكن ما يتصدر لنا هو نصف الحقيقة فقط، وفيما يلي نستعرض أبرز الأفكار الخاطئة لدى العرب عن الغرب. 

المخدرات

يبدو للعديد من الناس أن المخدرات مباحة في بلاد الغرب ولا توجد لها قوانين تنظمها باعتبارها جزءًا من الحرية، ولكن الحقيقة أن في دولة مثل ألمانيا يشكل "قانون المواد المخدرة" القاعدة القانونية التي تنظم التعامل مع المخدرات بأنواعها المختلفة، ووفقا لهذا القانون فإن التعاطي المجرد للمخدرات لا يقع تحت طائلة القانون، وإنما يُحظر القيام بزراعة هذه المواد أو المتاجرة بها أو تسويقها أو ترويجها أو التعامل بها بأي شكل، كذلك يتم المعاقبة على حيازة المخدرات.

جدير بالذكر أن قوانين مكافحة المخدرات تختلف من دولة لدولة ومن ولاية لأخرى مثلما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الثابت فيها أن العقوبة تعتمد على حجم الكمية المضبوطة، وأنها جريمة يعاقب عليها القانون في 90% من الحالات.

الدين

لأن نسبة الإلحاد تزداد بشكل كبير في الدول الغربية  فإن هناك من يعتقدون أن الدول الغربية بأكملها لا تؤمن بوجود الله_عز وجل_ ولكن حقيقة الأمر أنه على سبيل المثال تعتبر الولايات المتحدة هي الأكثر تدينًا من بين الدول المتقدمة، وبحسب دراسة لمؤسسة "جالوب" عام 2016، فإنّ 8 من كل 10 أشخاص في الولايات المتحدة يُعرّفون أنفسهم على أنهم متدينون. 

جواز سفر

كما يحرص المسلمون في الدول غير المسلمة على إحياء شعائر دينهم كاملة، وخاصًة الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى، وفى العديد من دول العالم التي تضم أقليات مسلمة يتم تأمينهم بشكل كاف وتوفر لهم الدولة مساحة مناسبة لتأدية صلاة العيد كدولة "روسيا" التى يحتفل فيها عدد ضخم من المسلمين بالعيد في جامع موسكو الكبير، وتؤمنه الشرطة بأعداد كبيرة. 

الاقتصاد والرفاهية

يقول 3 من كل 5 أمريكيين إن الولايات المتحدة تعاني من حالة ركود، وفقًا لآخر استطلاع أجرته مجلة إيكونوميست بالتعاون مع مؤسسة يوغوف البحثية، وهذا ما يتعارض مع معتقدات العرب عن الغرب.

وأدى ارتفاع التضخم - أعلى معدل منذ الثمانينيات من القرن الماضي - إلى إصابة كثيرين بسوء الحالة المزاجية، وأصبح بعض الأمريكيين يعتمدون على سياراتهم الخاصة بمعدل أقل لتوفير البنزين، ويتخلون عن المنتجات العضوية باهظة الثمن، ويبحثون عن صفقات لتوفير بضعة دولارات.

وبحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، فإن عدد الأمريكيين البالغين الذين يعانون من أعراض الإكتئاب، منذ مطلع عام 2021، ارتفعت إلى 42%، وأفاد التقرير بأن شخصًا واحدًا من كل 5 أمريكيين، يعاني من مشكلات تتعلق بالصحة النفسية؛ حيث أنفقت أمريكا على الرعاية الصحية ما يقرب من 225 مليار دولار في عام 2019 فقط.

 ووفق صندوق النقد الدولي فإن 41 دولة، تضم 7 % من سكان العالم ، معرضة أو معرضة بشدة لخطر ضائقة الديون، وذلك بجانب أن بريطانيا مهددة بصيف غاضب من الاضطرابات والاحتجاجات العمالية بسبب الغلاء.

الشكل الخارجي

إذا رأينا أنثى جميلة عربية ورغبنا في وصفها نقول إنها تشبه الأجانب ولذلك انتشر في الآونة الأخيرة هاشتاج على منصة تويتر بعنوان "المصرية ولا الأجنبية" وتصدر قائمة الأكثر تداولًا بأكثر من 12 ألف تغريدة حول مميزات وعيوب الأنثى المصرية في مقابل الأجنبية، واختلف مغردو تويتر في هذا الشأن.

والأمر لا يتوقف عند مغردو تويتر، فعندما يُصدر الإعلام الصورة المغلوطة تكون هناك الخطورة، حيث قال إعلامي مصري أن "المرأة المصرية بتفتري على الرجل المصري"، وذكر أن سبب زواج صديقه بفتاة هولندية أن المرأة الغربية لديها مميزات ليست في المرأة العربية الشرقية المصرية منها الكآبة، ولكن المصرية "غاوية نكد" حسب ما قال، ولم يتوقف هنا بل أضاف المرأة الأجنبية عندما تشعر بالملل تذهب وتجلس وسط الورد وتشرب الماء البارد حتى تهدأ، بينما المصرية تذهب و تمسك بزجاجة الجاز وتهدد وتكرر مشهد «أنا هولع في نفسي»، والأجنبية صوتها منخفض دائمًا في كل الأوقات.

 وكثيرًا ما نسمع تلك الأقاويل في مجتمعاتنا حتى على سبيل المزاح، وهو ما يساهم في تكوين صورة ذهنية عن الغرب بأنهم أكثر جمالًا وينمي صورة سلبية عن العرب.

العنصرية

وفق الأمم المتّحدة وشبكة حقوق الإنسان الأمريكيّة "التمييز في الولاياتِ المتّحدة يتخلّل جميع جوانب الحياة ويمتدّ إلى جميع الأعراق غير البيضاء".

فالعنصريّة موجودة في الولايات المتّحدة منذ الحقبة الاستعمارية، فقد أُعطي الأمريكيّون البيض امتيازات وحقوق انحصرت بهم فقط دونًا عن كلّ الأعراق الأخرى، ومع ذلك، فكثيرًا ما عانى المهاجرون الذين هاجروا من أوروبا، وخاصة الإيرلنديين والبولنديين والإيطاليّين، من حالة إقصاء الأجانب وغيرها من أشكال التمييز في المجتمع الأمريكي، وذلك حتّى أواخر القرنِ التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

فعلى سبيل المثال ذَكَر مقال نشرته ABC في عام 2007 أنّ 1 من كلّ  10 أمريكييّن أقرّ بأنهّ يحمل تحيّزاتٍ ضدّ الأمريكيين اللاتينيين واللاتينيين، وأنّ واحدًا من كل أربعة لديه تحيّز ضد العرب الأمريكيين.

 ومن الواضح أن المجتمع  الأوروبي وخاصة الأمريكي يعاني من مستويات عالية من العنصريّة والتمييز خلال العشر سنواتٍ الأولى من الألفية الثالثة، فكانت إحدى الظواهر الجديدة في المجتمع هي صعود حركة اليمين البديل (alt-right) وهي عبارة عن تحالف قومي أبيض يسعى إلى طردِ الأقلّيّات الجنسيّة والعرقيّة من الولايات المتحدة.

التحرش

في مفهوم معظمنا ارتبطت ثقافة الغرب بالتحرر الجنسي، ولكننا حين نبحث هناك فإننا نجد قضايا تُثار بسبب تحرش جنسي، وأفاد تقرير "منظمة العمل الدولية" أن أكثر من 30% من النساء العاملات في النمسا تعرضن لتحرشات جنسية، وبلغت النسبة في التشيك 35% وفي الدنمارك 11% وفي فرنسا 21% وفي هولندا 58% وفي إسبانيا 27% وفي النرويج 41%  .

واتضح أن التحرش والابتزاز الجنسي في الدول الغربية في ارتفاع مستمر في حين لا تملك معظمها قوانين ضد هذه الحالات فقد جاء في التقرير أنه من بين 33 دولة شملها الاستطلاع لم تكن هناك غير 7 دول فقط سنت قوانين تتعلق بمقاومة التحرش في العمل.

وفي العاصمة البريطانية لندن في عام 2012، تعرّضت أكثر من 40 % من النساء للتحرش الجسدي في الشوارع ، وبحسب تقرير منفصل لمؤسسة "Stop Street Harassment" البريطانية، تعرّضت 35% من النساء في بريطانيا للتحرش.

ووفق إحصائيات 1998م، يتم الاعتداء على شخص ما جنسيًا في الولايات المتّحدة الأمريكية كلّ 98 ثانية. وهناك كمتوسّط حوالي 320 ألف ضحية للاعتداءات الجنسية  كل سنة في الولايات المتحدة، و54% من هؤلاء هم بين عمر 18-34 سنة.

الصناعات والمنتجات

"دة مستورد مش مصري يافندم" عندما نذهب إلى أي متجر ويحتاج البائع إقناعنا لشراء المنتجات فإنه يقول هذه الجملة، وبالفعل ينحاز العديد من المصريين بالأخص إلى المنتجات المستوردة، وبالتالي نرى في السوق من يقبل على شراء بعض المنتجات الأجنبية رغم وجود منتج مثله محلي عال الجودة كونه مصنعًا محليًا.

والإحصائيات  تشير إلى أن صادرات مصر السلعية خلال الـ11 شهرًا الأولى من عام 2022، بلغت قيمتها 32 مليار و575 مليون دولارًا، مقابل 29 مليار و405 ملايين دولارًا، في نفس الفترة من عام 2021، بحسب بيان من وزارة التجارة والصناعة المصرية، وتستهدف مصر زيادة صادراتها السلعية إلى 100 مليار دولار سنويًا، خلال الفترة المقبلة، والتي تعتبر أحد المصادر الأساسية للعملة الصعبة.

الحياة الصحية 

لا يمكننا أن ننكر أن المنظومة الصحية في الغرب أكثر تطورًا، ولكن ذلك لم يكن الدليل القاطع على أن حياتهم الصحية أكثر استقرارًا فيعاني أكثر من نصف البالغين في أوروبا من البدانة المفرطة أو السمنة، بحسب ما ورد في التقرير الإقليمي للسمنة لعام 2022، الذي قدمته منظمة الصحة العالمية.

ووفقًا للإحصائيات التي أجريت عام 2015، بينت أن أكثر البلدان التي يعاني مواطنوها، الذين تتجاوز أعمارهم 15 عامًا، من السمنة المفرطة هي الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بلغت نسبتهم (38.2%) من عدد المواطنين في البلاد، تلتها المكسيك بنسبة وصلت إلى (32.4%)، أما المرتبة الثالثة فقد احتلتها نيوزيلندا بـ(30.7%)، حيث تشير التوقعات إلى أن تلك النسب قد تصل إلى (46%) في الولايات المتحدة، و(39%) في المكسيك مع حلول 2030.

الإنسانية

لا غرابة في أن تكون أحكامها انتقائيّة، تفتقد إلى الموضوعية وتكيل بمكيالين، فهي مثلًا تتجنّد لأجل فتاة مراهقة متمرّدة أعلنت إلحادها باسم حرّية المعتقد والضّمير وتغمض عينيها عن عشرات المعتقلات والمختطفات المصريات بسبب لونهنّ وانتمائهنّ، وهي تتحرّك بكلّ قوّة لأجل مثليّ أو مثليّة وتتجاهل إبادة جماعيّة للأطفال والنساء في فلسطين، تهتم بالحيوانات وحقوقها وتضع لها المنظمات وتهمل حقوقًا أخرى كالتكافل الاجتماعي فيتركون الفقير حتى الموت، تنادي بالحريات وحرية الدين والعقيدة وتجد دولة مثل فرنسا إلى وقتنا هذا تمنع الحجاب في بعض الأماكن العامة والجامعات.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-