أخر الاخبار

"اقترضن من أجل التباهي فاحتفلن من خلف الأسوار".. قضية الغارمات في مصر

الغارمات في مصر

 كتبت: حنان الوالي وسارة الأحمدي

مع تناقل العادات الاجتماعية الخاطئة وانتشار الجهل، نشأت قضية الغارمات، التي دفعت الكثير من السيدات إلى الاستدانة لشراء مستلزمات الزواج المبالغ فيها، وبسبب عجزهن عن سداد الفواتير المتراكمة، صار مصيرهن خلف القضبان ، وأصبحت الوحدة والغربة كلمات النهاية لقصصهن ، لكن ثمة شعاع أمل يصدر عن الدولة والجمعيات الخيرية لكل الغارمات عبر دعمهن.

ظاهرة الغارمات تؤرق المجتمع

في عام 2021، أفاد تقرير حقوقي بأن ظاهرة الغارمات من الظواهر التي تؤرق المجتمع، وتكشف عن خلل جسيم في بنيته وتبرز مدى الأمية المالية للمرأة المصرية، وقلة الوعى بالأوراق القانونية التي يتم التوقيع عليها، وكذلك المبالغة في مطالب الزواج التي تضغط على الأسرة وتضطرها للاستدانة.

وأشار التقرير، الذي أصدرته وحدة البحوث والدراسات بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، حول الغارمات في مصر، تحت عنوان «التوقيع على بياض.. الطريق إلى السجن»، إلى أن الأرقام والإحصائيات التي تداولها مسئولون حول واقع تعثر النساء في سداد القروض الشخصية أثارت مخاوف من استمرار الظاهرة، وتأثيراتها السلبية على الاستقرار الأسري والاقتصادي والاجتماعي، والتي يتحمل آثارها في الأغلب النساء.

جهود مكثفة من الدولة لحل أزمة الغارمات

الغارمات في مصر

كما أوضح التقرير أن الدولة تعمل على القضاء على هذه الظاهرة سواء بدراستها أو بدعم المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا، وأشار إلى أن العام 2015 مَثَّل بداية التفكير في وضع خطة بديلة، وإيجاد معالجة جذرية لمشكلة الغارمات، حيث قامت الدولة بالعمل على ثلاث اتجاهات متكاملة، أولها استمرار العفو عن الغارمات، وخروجهن في المناسبات الرسمية، وثانيها دراسة الظاهرة ومعالجتها، والوقوف على أسبابها، خاصة وأن لها أبعادًا ثقافية واجتماعية واقتصادية، وفي هذا السياق، تم تشكيل اللجنة بناء على تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي، وثالثها دعم الغارمات بعد خروجهن ومواجهة الحياة حتى لا يرجعن إلى السجن مرة أخرى إلى جانب دعم المعيلات للأسر من النساء.

ويعد أهم أسباب حبس الغارمات، وجوهر الأزمة التي أفرزها التقرير هو ارتفاع متطلبات الزواج مما أدى إلى لجوء البعض للحصول على قروض غير آمنة لشراء سلع استهلاكية مبالغ فيها، ومع ارتفاع معدل السلوك الاستهلاكي، تراكمت القروض وعجزت السيدات عن سدادها، فدخلن إلى السجن.

وأوضح التقرير فيما يتعلق بأعداد الغارمات أنه لا توجد إحصائية دقيقة بأعداد الغارمات في مصر لكن وفقًا لبيانات صادرة عن وزارة التضامن تصل أعداد الغارمات المسجونات إلى 30 ألف غارمة، وهو ما يمثل نسبته 20- 25% من السجناء في مصر.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-