كتب: أحمد حسن وكرستين عوني
"لن تحصل أبدًا على شيٍء كامل، ستحصل على أشياء ناقصة تكتمل برضاك عنها" إن تأملنا جملة الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، سنكون على يقين بأن كل شئ في الحياة يحتاج منا رضا، ولكن ماذا إن كان الحديث عن الوطن، لا شك أننا محاطون بالعديد من السلبيات التي لا نرضاها لوطننا العربي، ولكن هل يخلو الغرب منها؟، وترى هل وجد المصريون بالخارج ما يفتقدونه في وطنهم؟ هذا ما سنتعرف عليه.
ففي هذا الصدد قالت ميرا هاني، مصرية مقيمة في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، أن سبب سفرها يعود لأن الحياة هناك أكثر نظامًا.
واستطاعت تحقيق ماكانت تريده من الناحية الدراسية مقارنًة بمن هم في عمرها في مصر، موضحًة الفرق هو أن الطلاب في مصر قد يُجبرون على كليات أو تخصصات لا يرغبون بها وهذا على عكس الواقع هناك، حيث يُتاح للطالب اختيار تخصص دراسته بُحرية.
و تابعت لا يوجد حياة مثالية، فالحياة هنا متعبة للغاية، المفهوم الخاص بأن الحياة في أمريكا والغرب بشكل عام مثالية ماهو إلا مجرد كذبة ووهم يحاول الناس تصديقه.
وواصلت، الصورة التي يرسمها المصريون لأمريكا في مخيلتهم بعيدة كل البُعد عن الواقع، فالطلاب من عمر ١٤ سنة يكونون مُلزمين بالعمل بعد المدرسة لتوفير تكاليف الحياة.
وعادت ميرا لتؤكد أن فكرة الحياة المثالية هي مجرد "فكرة مغلوطة" ليست موجودة إلا في القصص والروايات، وأنها حاولت تصحيح تلك المفاهيم عند الكثير من المصريين لكنهم لا يصدقونها بل يعتقدون أنها تقول ذلك "لتغزي العين"، أو لصعوبة التصديق بأن الحياة في أمريكا صعبة فكل من سبق وعاش بالخارج لم يذكر تلك الحقيقة بل نشروا المقولة المشهورة بأن حياة الغرب أكثر سهولة يمكن أن تنال فيها مرادك وتحقق كل أحلامك.
واقع الحياة الغربيّة
وافقتها في الرأي شيري، صاحبة الـ ٢١ عامًا وتسكن في نفس الولاية بأمريكا، إذ أشارت أن الحياة في الخارج أكثر حرية، فالناس هناك لا يُصدرون الأحكام على الآخرين بسهولة مثلما يحدث في معظم المجتمعات العربية.
وأكملت بأن الكل يشكو من ارتفاع الأسعار بمصر ولا أحد يعلم الحقيقة أن هنا أيضًا نواجه نفس الأمر بشكل مبالغ فيه، مما يضطرنا إلى اللجوء للتقسيط.
وأضافت، كسب الأموال ليست عملية سهلة هنا مثل الذي في مخيلة الشباب بل صعبة للغاية، فمن الطريف أني أعرف أشخاصًا يعملون بجهد في مصر ويحققون أرباح أعلى ممن يعمل هنا في أمريكا.
وأوضحت شيري أن الناس في الغرب لا يساعدونك مهما كان الثمن، معبرًة "لو بتموت هنا محدش هيساعدك"، وهو من أبرز سلبيات المعيشة في الغرب، على عكس الشعب المصري الذي يشتهر بالطيبة و"العِشرية" وحب مساعدة الغريب قبل القريب.
اسأل مجرب
وأيدتهم نورهان عيسى ٢٣ عامًا، حيث أقامت معظم حياتها في ألمانيا، وترى أن الحياة بالخارج ليست الحياة المثالية، وأن هناك ضريبة للعيش خاصًة في دولة أوروبية.
ومن ناحية أخرى اتفقت مع فكر الشباب المصري الحالي بأن دخل الفرد بالخارج يكون أعلى، وبالتالي يكون له فرصة أكبر في الادخار، وأن الحياة تكون أكثر أمانًا، ولكن يتوقف ذلك على حسب الدولة أيضًا. ولكن مع كل ذلك فالفرد هناك يعيش في وحدة ويتعرض أحيانًا لبعض مظاهر العنصرية، وهو ما لا يعرفه معظم الشباب ويحتاجون من يرسل لهم هذه الرسائل.
الحياة الوردية
من جانبه قال أدهم بدوي، مصري مقيم بالخارج، أن الحياة بالغرب ليست الحياة المثالية ولكنها الحياة الطبيعية التي يجب أن يحظى بها الجميع، لا يحظون بأقل من ذلك، وهي متطلبات بسيطة، إبتداءًا من الطالب الذي يجب أن يدرس التخصص الذي يحبه مرورًا بعمل وأجر لائق يمّكنه من امتلاك منزله وسيارته الخاصة.
ويذكر أدهم أن المعيشة بدولة أوروبية هو ضمان لأمنك وسلامتك، بينما تنتشر نسبة الجرائم بشكل ملحوظ في بعض الدول هناك، مع صعوبة الحياة في البداية خاصًة إذا كنت وحيدًا فالاستقرار بالخارج يكون صعبًا في بادئ الأمر.
ومن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المصريين في أفكارهم عن الغرب من وجهة نظر "بدوي"، بأن العائد المادي الذي ستحصل عليه سيكفي احتياجاتك ومصاريف الحياة والرفاهية والادخار كل في آنٍ واحد، وهذا مفهوم غير صحيح فالحياة هناك لا تُقاس بهذه الطريقة، كما أنه لابد من الاستعداد نفسيًا للإقامة بالخارج حتى لا تتعرض لبعض الضغوط.