الدكتور أحمد ممدوح |
حوار: أميرة جمال وسها صلاح
نعيش اليوم في عصر تتخبط فيه الآراء والمعتقدات، ويقول أي شخص كان ما يريد من فتاوى، حتى لو كان لا يعلم من الإسلام شيئًا سوى النطق بالشهادتين ضاربين بصحيح الدين عرض الحائط، والأزمة تحدث حين يسير الناس على خطى أمثال هؤلاء غير مدركين أن هذه الفتاوى من وحي خيال المؤلف، والدين منها بريء، وقد تصدر المشهد الكثير من هؤلاء، وهذا ما يجعلنا نرى الكثير من الظواهر التي يتوقف عقلنا أمامها قليلًا كي نتبين مدى صحتها من عدمها، لذا توجهنا بالحديث للأستاذ الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، لنعرف منه أكثر حول بعض العادات والعبادات التي نمارسها بشكل يومي، ونتبين ما يُعد منها صحيحًا وما يُعد خاطئًا.
• بداية ما رأيكم فيمَن يتقربون إلى الأولياء الصالحين بالدعاء ؟
فاستهل حديثه معنا بالصلاة على الرسول الكريم، قائلًا: "إنه من مبادئ عقيدة التوحيد عند المسلمين أن المؤثر الحقيقي هو الله، وأنه لا يوجد مسلم يعتقد التأثر بغير الله ولا الاستقلال بالتصرف، إلى جانب هذا، فمن يتوسل بالصالحين من المسلمين يرى أنهم وسيلة وسبب لتحقيق مطلبه، فهو يسأل الله بهم، وقد قال -تعالى- في الآية 35 من سورة المائدة: ﴿..اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ.. ﴾".
• يعتقد العديد من الأشخاص في السحر وخاصة في حالات الزواج، فهل هذا الأمر حقيقي؟
فاستطرد قائلًا "السحر حق وله أثر لكن بإذن الله، ونحن لا ننكر السحر ولكن ننكر المسارعة بتعليق الإنسان لإحباطاته وفشله على شماعة السحر والأعمال والغيبيات"، وأضاف أن المسلم الذي يواظب على الصلاة والأذكار والتحصينات لا يضره سحر.
• بعض الأشخاص يلجأون إلى العرافين للاطلاع على الغيب بحجة تفادي الأضرار التي قد تحدث، فما رأي الدين في ذلك؟
فأجاب: "القرآن الكريم نزل لكل الخلق لكنه نزل باللغة العربية، فلابد لفهمه فهمًا صحيحًا أن يكون ذلك بقوانين وقواعد اللغة مع المعرفة بالسنة وأصول الفقه، فإن مَن حاول تفسير كتاب الله، وهو خالي الوفاض من هذه الأدوات، كان قائلًا على الله بغير علم معتديًا على كتابه وشريعته، ولذلك ننادي باحترام التخصص ولا نعني بهذه الكلمة الكهنوت بل يعني ألا يتكلم من لا يحسن فيما لا يحسن، ومن أراد التكلم فعليه أولا بالتعلم".
• ما الدليل على عدم جواز اللجوء للعرافين من السنة النبوية المشرفة والقرآن الكريم؟
- صمت برهة واستكمل قائلًا: "اللجوء إلى العرافين من أثر العقلية المستسلمة للخرافة، ولا يجوز اللجوء إليهم لا على سبيل الجد ولا على سبيل التسلية، وأضاف إنه يُعد من كبائر الذنوب، حيث ورد في الحديث الشريف: "من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ"، وفي حديث آخر:" لم تقبل له صلاة أربعين يومًا".
• هناك الكثير من الأفكار المغلوطة حول بعض العبادات، فعلى سبيل المثال قد يلجأ البعض إلى صيام عدد معين من الأيام في سبيل تحقيق شيء معين، وإذا لم يتحقق هذا الشيء يشعر الشخص وكأن تقربه ذلك كان دون جدوى، فما رأيكم في ذلك؟
فأجاب قائلًا: "إن الوعد لا يتحقق إلا بوجود شروط وانتفاء موانع، وذلك لأن الدعاء قد لا يقبل لأن صاحبه فعله بقلب لاهٍ أو كان يأكل الحرام، وكل هذه الأمور من قبيل الأسباب"، وأضاف أنه يجب على الإنسان أن يراعيها ويطلب من الله القبول والمعونة ولا يمل من التأخر في الاستجابة، فالله طلب منا الدعاء وضمن لنا الإجابة، لكن في الوقت الذي يريده هو لا في الوقت الذي نريده نحن.