أخر الاخبار

رئيس قسم علم الاجتماع لـ «وعي»: "العديد من الشباب يضعون انعدام الذوق تحت بند «الروشنة»"


 حوار: إيمان ياسر- وسام عمرو

في الآونة الأخيرة بات انعدام الذوق العام سمة العصر، ليس على الصعيد الأخلاقي فحسب وإنما على كافة الأصعدة، ربما يكون الأمر راجعًا للتنشئة الاجتماعية أو الأسرية، وقد يكون أيضًا انعكاسًا لما يقدم في الشاشات ووسائل الإعلام، فغابت عنا بعض أساسيات التعامل ولا نبالغ إن قلنا أنها قد تختفي كلها، إن لم ندق ناقوس الخطر بأنفسنا، ومن هنا كان لزامًا علينا التواصل مع الدكتورة ليلى بهنساوي، رئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب في جامعة القاهرة، لتوضح لنا سبب هذه الظاهرة. 

أسباب تدني الاهتمام بالسلوكيات 

"عدم الاهتمام بالسلوكيات سبب تدني الذوق العام"، هذا أول ما استهلت به الدكتورة ليلى بهنساوي، حديثها، حيث أوضحت أن آداب السلوك مرتبطة بالإتيكيت والبروتوكول وبفن التعامل، وأنه من المهم توفير جرعات تعليمية توجه الأطفال، ودللت على ذلك قائلة: "جزء كبير من السلوكيات يكتسبها الطفل من المنزل ويطبقها في المدرسة".

وأكدت على أهمية دور الأسرة؛ لأنها المسؤولة عن آداب السلوك في التعارف والحديث والتحية، وبالتالي جزء كبير يقع على عاتقها، و أكملت: "لكن مقدرش أرمي على الأسرة كل حاجة، عشان كده يظهر قدامنا مصطلح المسؤولية المجتمعية، أي أن التربية شيء منوط به العديد من المؤسسات أولها التأكيد الأسرة، تليها المدرسة، ثم يليهما الإعلام بكل أنواعه المرئي والمسموع بكل برامجه".

وأشارت "بهنساوي" في حوارها أنه هناك العديد من الشباب يضعون انعدام الذوق تحت بند "الروشنة"، وبيعتبرون أن الألفاظ والإهانات بينهم أمرًا عاديًا من باب خفة الدم، كما أكدت أن تزاحم الناس في الشوارع، ينتج عنه زيادة معدلات العنف، ويؤثر ذلك بشكل مباشر على الذوق العام. 

وبالحديث عن السوشيال ميديا وتأثيرها، قالت "السوشيال ميديا أبرزت أخطر الظواهر التى تعاني منها العديد من الأسر الآن، وهي الصمت المنزلي، أي أن كل فرد يقضي وقته في المنزل أمام هاتفه، دون الاهتمام بأسرته"، وأكدت على خطورة ذلك على الطفل قائلة: "إن قضاء الطفل وقت كبير أمام الألعاب الإلكترونية والهاتف يعلمه الصمت، وبالأخص الصمت المنزلي"، مشيرةً إلى أن هذا النوع من الصمت ينمي عند الطفل نوعًا من العدوانية والتنمر، والانسحاب من الحياة مع الوقت، وكذلك اضطرابات في التعامل المباشر. 

تربية الأسرة.. ما بين التسلطي والسلطوي والمتزاهي

"الأخلاقيات مسؤولية مجتمعية والأسر لازم تكون واعية لأنها في أول الصف، وطريقة تربية البيت مهمة وبتختلف ما بين تسلطي وسلطوي والمتزاهي"، هذا ما أكدته بهنساوي في حديثها مشيرة إلى أن الأخطر من بين كل الأنواع هو النوع المتزاهى، و يكون فيه الوالدان في حالة إنشغال دائم عن طفلهما، كما أن هذا النوع من التربية قد يؤدى لخطر وقوع الطفل في مشكلات عدة، مدللة بذلك: "وده لأننا لما بنخلف طفل بنخلف مخبر صغير، بيراقبنا على كل سلوكياتنا وعقله فاضي يقدر يسجل فيه كل حاجة فعشان كده مهم جدًا أعمل كنترول عليه". 

فيما أكدت بهنساوي أن الحوار والتواصل أمر في غاية الأهمية، فقالت: "تخيلي ٢٦ مليون طفل في مصر رقم مش قليل أبدًا، ممكن نربيهم إزاي ونحافظ عليهم؟ وعشان كده ضروري نعمل برامج توعية باستمرار"، كما أوضحت مستنكرة أن دخول الأونلاين في ظل كورونا كان له أثره على الطفل، فقد فتح لهم بابًا جديدًا على استخدام السوشيال ميديا تحت حجة المذاكرة". 

"لو بتشغل ابنك ميشغلكش"، هذا ما قالته بهنساوي عن الحل، موضحة "إحنا لما بنشغل الأبناء بأنشطة، حياتهم بتتغير، كل ما تشغله وقته بمدرسة ونوم وتمرين، وممارسة هوايته، وغيره كل ما ده بيساعده أنه ميتأثرش بأي حاجة غلط حواليه"، أما عن دور المدرسة قالت: "دور المدرسة المتابعة مش مجرد العقاب وخلاص، وكمان لازم العقاب يكون بآلية مش مهينة أو صعبة، ممكن يكون نشاط مثلًا أو قراءة كتابين وهكذا"، مضيفة أنه في هولندا يتبعون أسلوب عقاب جيد في السجن، وهو عند قراءة خمس كتب تقريبًا يتم التخفيف من العقوبة أسبوعين، وأوضحت: "ده عقاب مفيد لأنه بيكون ضمن إن السجين سلوكه اتغير من القراءة، لأن مخه انشغل واتملى بشكل صح".




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-