سيدات مصريات كتبن قصصهن بحروف من دهب |
كتبت: فاطمة الزهراء أحمد هزاع
"التعليم للرجل"، "الرجل أذكي من المرأة"، "هناك مجالات لا تستطيع المرأة تعلمها" مقولات خاطئة، وعبارات هدامة لا تزيد عن كونها فكرة من الأفكار المغلوطة السائدة في المجتمع والتي تؤدي لتأخره وتراجعه، ونعرض في السطور التالية مقتطفات مما خلفته المرأة المصرية عبر التاريخ من أعمال خالدة ورائدة في كل مجال.
حكمن مصر منذ الاف السنين
حكمت الملكة المصرية حتشبسوت مصر بعد أبيها تحتمس الأول لـ 21 سنة تفوقت فيها على أقرانها من الرجال والنساء، فقادت الجيوش في بداية حكمها، وكانت رائدة أعمال ودبلوماسية من الدرجة الأولى فنمت التجارة مع البلاد المجاورة وزاد الخير في البلاد، وكان عصرها من أكثر العصور سلامًا ورخاءً.
دكتوراه في الإشعاع الذري وأول محاضرة في الجامعة
رائدة سيدات مصر في مجال الإشعاع الذري، ذلك المجال الدقيق الذي يعجز الكثيرون عن الاقتراب منه، من الرجال والنساء على حد سواء، وليس هذا فحسب بل كانت أول محاضرة في الجامعة، إنها "سميرة موسى" التي حصلت علي الدكتوراه من إنجلترا في الإشعاع الذري، فكانت منذ نعومة أظافرها تعشق التعليم والتعلم، فأتمت دراستها بالكتّاب، وألحقها والدها بمدرسة بنات الأشراف الثانوية، وحصلت على المركز الأول على الجمهورية في امتحان البكالوريا عام 1935، ثم انشأت معملها الخاص، حتى توفت في حادث سيارة عام 1952.
أثبتت براءة متهم في قضية قتل
أما عن "مفيدة عبد الرحمن"، التي كانت من أوائل دفعتها في كلية الحقوق بجامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، بعد تخرجها عملت بمكتب محامي، وترافعت في أول قضية لها عن قتل خطأ، واستطاعت كسب القضية فذاع صيتها، ثم أنشأت مكتب محاماة خاص بها.
بالإضافة إلى كونها ناشطة شجعت المرأة على العمل والتعليم، وعملت عضوة في البرلمان لـ17 عامًا، كما كانت عضوًا في لجنة لإجراء تعديلات على لائحة قوانين الأحوال الشخصية في الستينيات.
أول مصرية حلقت فوق السحاب
كانت فتاة مولعة بالطيران منذ طفولتها، إنها "لطيفة النادي" أول مصرية حلقت فوق السحاب، ولدت عام 1907، وحصلت على رخصة الطيران عام 1933 وعمرها 26 عامًا، لتحقق بذلك حلمها بالطيران بمفردها في سباق استطاعت أن تحتل فيه المركز الأول، ثم أخذت والدها في رحلة بالطائرة، ليصبح من أشد الداعمين لها بعد أن منعها عن دروس الطيران في البداية.
طافت السماء وحلقت بين النجوم
حسناء تيمور، طالبة في كلية الصيدلة في الفرقة الثانية، عشقت الطيران والسماء وهي ترى والدها الذي يحلق في السماء، بسبب عمله كضابط في السلاح الجوي، تمنت أن تكون مثله وتطير في السماء، لكن كيف لها أن تحقق ذلك، وهي امرأة؟
شاءت الأقدار أن تقرأ حسناء يومًا ما إعلانًا عن قبول دفعة جديدة من الشباب بكلية الطيران دون تحديد الجنس، وكانت المواصفات جميعها تنطبق عليها، وأعطاها والدها الدفعة والتشجيع الكافي لخوض التجربة، لتجتاز تيمور جميع الاختبارات بنجاح، ثم تقرر الجمع بين كفتي الميزان، فدرست في كلية الطيران وأيضًا كلية الصيدلة.
وبعد سنوات تخرجت حسناء بنجاح وقررت أن تتبع شغفها وتعمل في مجال الطيران، فبدأت العمل به عام 1995، وتقول: "عندما أقود الطائرة أكون حريصة على سمعة الشركة التي أعمل بها، وأحرص على سلامة الركاب، وأنفّذ ما تدربت عليه بدقة واحترافية"، وهكذا مازالت حسناء تيمور تجوب السحب وتطوف السماء.
أول قبطانه مصرية تعبر قناة السويس
مروة السلحدار، هي أول قبطانه مصرية، استطاعت اجتياز اختبارات شعبة الملاحة البحرية التي يخضع لها شباب الملاحة وحصلت على "لائق" في جميع الاختبارات، ثم تخرجت بتفوق في عام 2013، لكنها رفضت العمل في الشركات الخاصة، وفضلت العمل في الأسطول المصري.
وُضعت مروة السلحدار ضمن طاقم السفينة "عايدة ٤" برتبة ضابط ثان، وهي بذلك تصبح أول فتاة مصرية يوضع اسمها ضمن طاقم كبير للسفينة، ثم تقدمت إلى التسجيل لتكون ضمن الطاقم الذي سيقود "عايدة ٤" في العبور الأول لقناة السويس الجديدة، وتمت الموافقة على طلبها، لتكون بذلك أول قبطانه مصرية تعبر قناة السويس.
كانت هذه بعض اللمحات من تاريخ عظيم وثري لما استطاعت المرأة المصرية تحقيقه، ومازالت تبهر العالم وستستمر في كتابة قصص النجاح ورسم خطوات التألق، فالمرأة بشكل عام والمصرية بشكل خاص تستطيع خوض كل المجالات، ويجب أن تسعى دائمًا لترك بصمتها الخاصة في كل مكان.