أحمد عاطف فياض |
حوار: حنان الوالي وسارة الأحمدي
نجح الدكتور أحمد عاطف فياض، مؤلف مسلسل بالطو، في تسليط الضوء على عديد من الأفكار المغلوطة والموروثات التي تسيطر على أهل القرى، وذلك لاحتكاكه بواقع هذه المعاناة، حيث استعان بتلك القصة المنقولة عن كتابه «بالطو وفانلة وتاب»، لذا قامت «وعي» بإجراء حوار صحفي معه، لمعرفة رأيه حول طرق محاربة الأفكار المغلوطة خاصة في مجتمع القرية.
ــ بداية.. متى بدأ التفكير في تأليف كتاب «بالطو وفانلة وتاب» وحكايات أهل القرية؟
فابتسم قائلًا "لم يكن التفكير قائمًا على الكتابة عن القرية بعينها، وإنما كان عن حياتي اليومية بشكل عام، حيث ناقشت فيه الأفكار المغلوطة جوانب معاناتي اليومية بمواقف الكوميدية، إضافة إلى مواقف أهل القرية، وبدأت في كتابة يومياتي حينما تسلمت التكليف عام 2014، فقررت أن أدون جميع مواقفي اليومية في هذا الكتاب حتى ظهر للنور عام 2016 ".
ــ وكيف كان رد فعلك حينما تلقيت خبر تكليفك بكفر الشيخ؟
فصمت قليلًا ثم أجاب "يعتبر هو نفس شعور الدكتور عاطف في المسلسل، فسيطر عليَّ شعور الغضب لأنني سأغترب، ولكن كان هناك نوع من اللامبالاة خاصة وأنني كنت وقتها غير مسؤول ولا أبالي بشيء ".
ــ ما هي أول انطباعاتك بشأن القرية عند وصولك؟
فأسرع مجيبًا "كان لدي استغراب لما حولي، لأنني بمثابة ضيف ولا أعلم شيء عن المكان الذي سكنته، وأيضًا كنت لا أبالي بالتعرف على طبيعتهم، ولكن بعد التعامل معهم تغيرت الرؤية وأحببتهم وكونت صداقات منها مازال مستمر حتى الآن ".
ــ شاهدنا في أحداث المسلسل عرض أفكار وخرافات منتشرة بين أهل القرية، فهل كانت واقعية؟
" بالطبع منها ما هو حقيقي، فكان أهل القرية يعترفون برجل مثل "الشيخ مرزوق"، ولكن لم تكن بنسبة 100%، وأما عن إيمان الأشخاص بوصفاته الطبية؛ فكان ذلك حقيقي وهو من الأشياء التي عانيت بسببها لأن تلك الوصفات كانت غير صحيحة، وقد تجعل الشخص يصاب بمرض جديد على مرضه ".
ــ وهل كانت المبالغة في إظهار الأفكار والعادات المغلوطة لدى أهل القرية حقيقية، أم إنها من وحي الخيال؟
فأجاب أن " العمل تم إعداد سيناريو جديد له مشابه لما جاء في كتاب «بالطو وفانلة وتاب»، لذا فكان هناك بعض المشاهد التي أظهرها المسلسل بشكل كوميدي ولم تكن موجودة بالحقيقة، ولكن من ناحية الأفكار المغلوطة؛ فبالفعل كانت تسيطر على القرية كثير من الأفكار والخرافات، فهي قرية صغيرة وجميع أهلها يعرفون بعضهم البعض، لذا كانت تتوارث بينهم أفكار مغلوطة عن الطب وهو المعاناة التي حاولت معالجتها في فترة وجودي بينهم".
أحمد عاطف فياض |
- وكيف تعاملت مع تلك الأفكار المغلوطة كطبيب في القرية ؟
فابتسم قائلًا " كانت هناك مشاجرات بيني وبين الرجل الذي يدعي علمه بكل شيء، إلا أنني لم أواجهه بشكل مباشر، ولكن كان المريض حينما يأتي إلى المستشفى كي أعالجه بعد تناوله دواء هذا الرجل كنت أحاول تقديم النصيحة له بشكل فردي وهكذا مع كل فرد".
- من خلال معايشتك، هل من السهل تعديل الأفكار والعادات المغلوطة لدى أهل القري؟
فصمت برهة واستكمل "أرى أنه من الصعب محاربة الموروثات الخاطئة في ظل ترسخها في الأذهان، ومحاولة تعديلها تحتاج لمجهود كبير من قبل الطاقم الطبي، وذلك بشن حملات توعوية على المنازل، وتسليط الضوء على الأفكار المغلوطة في المدارس حتى يستوعبها الأطفال ويحاربوها، كما أن القرى بشكل عام تحتاج إلى التنوير وتغيير طرق التفكير بما يقنع العقل ويغير تلك الخرافات والعادات غير الصحيحة ".
- في وجهة نظرك الشخصية، ما هي أكثر الأشياء التي قد يعاني منها الأفراد صحيا ؟
فأجاب" أرى أنه أكثر ما نعاني منه هو أخذ دواء معين دون الرجوع إلى الطبيب، كأن تأخذ هذا الدواء للصداع دون أي استشارة طبية، وهو ما يؤدي أحيانًا لحالات مضاعفة".
– وختامًا، هل سُيطرح جزء جديد من المسلسل قريبًا ؟
اختتم حديثه قائلًا " حتى الآن لا توجد خطة حقيقية لتقديم جزء ثاني، ولكن إذا عملنا على طرح جزء جديد من المسلسل؛ سيكون بشكل يناسب الجمهور وسيقدم بنفس الطريقة الكوميدية، والتي قد تحمل رسالة هادفة، لكن حتى الآن لم ترتسم خطوط جدية لجزء ثاني من العمل ".