رئيس قسم الفلك |
كتبت: مريم ضياء
يعد التنجيم مصدر رزق للكثيرين ممن يدعون تحليل شخصية الناس من خلال الأبراج وحظك اليوم، ويزداد الإقبال عليهم عند بداية كل عام جديد للتنبؤ بالمستقبل، ولكن هناك العديد من الأشخاص في مجتمعنا يخلطون بينه وبين علم الفلك كما يلقبون خبراءه بالمنجمين، وفي هذا التحقيق ستعرف ما هو التنجيم؟ وما الفرق بينهما عند أساتذة الفلك؟ وما حكمهما في الشرع؟
هل تنبؤات التنجيم حقيقة أم خيال؟
تقول ريهام يحيى، طالبة بكلية الآداب قسم تاريخ، "لست مؤمنة بأن قدر الإنسان ومشاعره قد تتغير بتغير النجوم والكواكب ولا أن مستقبله قد يُكشف له، لكني أكتفي بمتابعته فقط حتى يكون لدي معلومات عن علم الفلك".
وتشاركها في الرأي نورهان عماد، طالبة بكلية الحقوق قائلة: "قديمًا كانوا يتنبؤون من خلال النجوم بما يمكن أن يحدث وهذا ما يدرسه علم الفلك".
وتستكمل «نورهان» حديثها، بأن التنجيم أيضًا يساعدنا في فهم شخصياتنا وسلوكياتنا، وأن متابعة الأخبار المتعلقة بحظك اليوم وغيرها تكون مسلية وتعرف الإنسان على ذاته بشكل أكبر.
وعلى النقيض تقول أبرار عبد الرحمن، طالبة بكلية الآداب قسم لغة يابانية، "لا أرى بها شيء مُسلي بل على العكس أخاف من التعمق بها، ولكن أحيانًا أتأثر لحظيًا بأخبار النجوم خاصًة إذا حدث شيء مشابه لما قرأته وذلك في الأمور الإيجابية فقط".
ويتفق معها بلال عماد، طالب بكلية الإعلام إذ يقول: "أن قراءة أخبار تافهة كهذه بالتأكيد لا تسليني".
وأضاف أن الاعتقاد في التنجيم بدعة وضد العقل والمنطق والدين؛ لأن سلوك الإنسان ومصيرة مرتبط بشخصيته والظروف التي يمر بها وليس بمواقع النجوم وحركتها.
من ناحية أخرى أكدت نورهان هشام طالبة بكلية الآداب قسم لغة يابانية، أنها لا تؤمن بالتنجيم لعدم وجود أسباب علمية مقنعة، وأيضًا لتنافيه مع معتقداتها الدينية.
حرفة وليس علم
من جانبه يبين دكتور أشرف لطيف تادرس، أستاذ الفيزياء الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومي للبحوث الفلكية و الفيزيقية، أن التنجيم ارتبط بالفلك في العصور القديمة، ولكن في عصر النهضة قام العلماء بالفصل بينهما، وهذا السبب في اعتقاد البعض بأنه علم ولكنه ليس إلا حرفة كقراءة الكف أو الفنجان وإذا كان علمًا لكنا أولى الناس بدراسته.
واستكمل «لطيف» حديثه، بأن حركة الكواكب والنجوم ليس لها علاقة بمصير الناس أو نشاطهم على الأرض، كما أن التنجيم مرفوض في الدين والمجتمع لأنه تدخل في الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله.
دور الدولة و الإعلام
كما أضاف «لطيف»، أن الدولة تحاول تخليص المجتمع من الخرافات خاصًة القادمة من الجنوب، والتي تعرقل لحاقنا بركب الدول المتقدمة.
وبالتالي يجب على كل جهة اختصاص أن تسعى لغرس الثقافة الصحيحة من خلال رصد الخرافات الموجودة في التراث العلمي الخاص بها مع الاستعانة بدور الإعلام في التوعية وقال "أنا شخصيًا أُحاول من خلال صفحتي على «فيسبوك» أن أحارب التنجيم و تدخله في الفلك".
الفلك والتنجيم في الشرع
وبينت دار الإفتاء المصرية، في فتوى لها عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، والتي صدرت في 10 ديسمبر 2011، الفرق بين علم الفلك و التنجيم في الشرع، ردًا منها على سؤال متعلق بما يقصده الحديث الذي رواه الطبراني في «معجمه الكبير» أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا".
بأنه لا يوجد في الحديث دليل على منع أو تحريم علم الفلك، حيث أنه علمًا مبنيًا على قوانين مثبتة ونتائج حقيقية، وأنه من فروض الكفاية، كما أنه تتوقف عليه جملة من مصالح الدين والدنيا لا تتم إلا بمعرفته و دراسته.
بينما أوضحت الدار أن المقصود من الحديث هو التنجيم وهو علم النجوم الذي يُبنى على الحدس والتخمين ولا يتحقق، بل ويضر الناس، وأنه منهي عنه شرعًا، وهو من قبيل العرافة والكهانة.