الفوارق بين الزوجين |
كتبت: ساره الأحمدي وحنان الوالي
أم وأب ناجحان.. فرد ناجح في المجتمع.. مجتمع ناجح.. هذا هو المسار الأساسي لتتابع نتائج الحياة الزوجية الناجحة وتأسيس الأسرة بشكل سليم، والذي يعد بدوره أساس بناء المجتمعات والبلدان، فنجاح تلك العلاقات يسهم في تكوين مجتمع مثقف وناضج يغير مسار المستقبل نحو الأفضل، ولعلك تتسائل الآن عن الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم نجاح تلك الحياة بين الزوجين، والذي يكمن جوهره الأساسي في نظرة التباهي التي يضعها الزوجين في اعتباراتهم الشخصية عند اختيار شريك الحياة، وهذا ما نستعرضه بالتوضيح في السطور التالية.
قد يكمن لدى البعض في أعماقه الداخلية نظرة التباهي بشريك الحياة، هذا ما يدفعه لأن يضع المستوى التعليمي أو الوظيفي أولى اعتباراتهم عند اختيار هذا الشريك، وذلك دون النظر للاعتبارات الباقية وهو ما يتسبب في حدوث مشكلات بعد الزواج، لأنك عندما تختار شخص لابد أن يكون التوافق في جميع أركان الحياة وليس في التعليم والوظيفة فقط، ولكن اختلف البعض حول كون المستوى التعليمي والثقافي سببًا في التفاهم أو عدم الانسجام بين الزوجين.
وفي هذا الصدد قالت سارة علاء الدين، المرشدة الأسرية والمدربة المتخصصة فى الدعم النفسي والإصلاح الأسري، أنه فى بعض الأحوال يمكن ألا يكون فرق التعليم بين الرجل والمرأة سببًا أو عائقًا يمنع الزواج، بشرط ألا تكون الفتاة وافقت على ذلك فقط إرضاءً للمجتمع أو لأنها تريد أن تتزوج شخصًا ذو تعليم مرتفع أو وظيفة مميزة.
الفوارق بين الزوجين |
وأضافت، في بعض الحالات لا يكون لفارق التعليم تأثيرًا سلبيًا على العلاقة، فأي علاقة زواج تكون قائمة على أنواع مختلفة من التوافق، منها التوافق الفكري والثقافي والنفسي والاجتماعي، وإذا توافر أكثر من نوع ستكون احتمالية القبول أعلى خاصًة إذا كان التوافق الفكري والعقلي موجودًا، أما إذا كان هناك صعوبة في التفاهم بين الطرفين فلن تنجح هذه العلاقة، والشرط الثاني أن تكون وجهات نظرهم متقاربة، خاصًة فيما يخص اتجاه الحياة الزوجية كتحمل المسؤولية؛ فهذا التقارب يعني أن فارق التعليم لم يسبب مشكلة.
مدى وعي الشريكين..الحد الفاصل في استمرار الزواج
وأكملت سارة قائلة: "توجد أيضًا حالة أخرى وهي أن يكون الرجل غير متعلم ولكنه ناضجًا فكريًا وعلَّم نفسه بنفسه من الحياة والقراءة وغيرها، فإذا كان هذا الشخص سويًا من الناحية النفسية وواثقًا من نفسه وله نجاحاته فى الحياة بالتالي لن يشعر بالنقص بسبب الفارق في التعليم فهنا يمكن أن يكون الزواج ناجحًا."
الفوارق بين الزوجين |
وأردفت الأخصائية بأن الحد الفاصل في هذا الموضوع يظل مدى وعي الشريكين ونظرة كل منهما للآخر وللمؤسسة الزوجية، واقتناع كل منهما بالشريك بغض النظر عن الفروقات الثقافية والتعليمية وغيرها.