أخر الاخبار

رئيس صندوق التنمية الثقافية: "التعاون بين الوزارات المختلفة يحقق وعي أكبر"

دكتور هاني أبو الحسن

 كتب: حنان الوالي وسارة الأحمدي

   يهدف صندوق التنمية الثقافية إلى رفع مستوى الخدمة الثقافية وتحقيق كفاءتها ووضع الخطة اللازمة للمشاركة في توفير التمويل اللازم للمشروعات الثقافية، ولأن تلك المشروعات هي السبب الأساسي في تثقيف عقول الناس وتوعيتها، حدثنا الدكتور هاني أبو الحسن، رئيس صندوق التنمية الثقافية المصري في حوار خاص لـ «وعي» عن دور وزارة الثقافة في تسويق الثقافة كمنتج هام لكل فرد، والارتقاء بالمستوى الثقافي لهم.

ـ بدايًة، ما دور الوزارة في تنمية الفكر الثقافي عند الأفراد؟

   استهل حديثه قائلًا: " نسعى دائمًا لتقديم أنشطة فنية وثقافية موجهة تستهدف توعية المجتمع وإصلاحه وجذب الشباب؛ فهي بمثابة غذاء للروح، كما نهتم بمخاطبة وسائل الإعلام لنقل هذه الفعاليات وتغطيتها بشكل يجعلها تصل لأكبر قدر ممكن من المجتمع محققًا أهدافه الإيجابية المرجوة".

ـ وما هي الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها الوزارة في إطار التوعية ونشر الثقافة؟

   " تعقد الوزارة أنشطة كثيرة بشكل دائم، وأقربها كان استضافة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في صالون ثقافي عقدته الوزارة، وأداره الكاتب الصحفي أحمد الخطيب تحدثنا فيه عن المساجد، والأئمة، والآذان في شهر رمضان المبارك، واستعادة الدور الحقيقي للمسجد باعتباره دار للعبادة وليس مكانًا لممارسة السياسة، والحشد من أجل أي أهداف أخرى، متطرقًا بذلك إلى الوعي في جلسة حضرها الكبار والصغار، والتف حولها عدد كبير من الجماهير".

ـ كم كانت نسبة إقبال الجماهير على هذه الفعاليات مقارنة بالأعوام الماضية؟ 

   فأسرع مجيبًا " تشهد الندوات، والحفلات أعداد كبيرة من الحضور فعلى سبيل المثال حضر 500 شخص حفل افتتاح الموسم الرمضاني كان أغلبهم من فئات متوسطي العمر، كما تشهد فعاليات هذا العام إقبال أكثر من العام الماضي". 

ـ وكم تبلغ عدد الأنشطة التي تقوم بها الوزارة تقريبًا على مدار عام؟

   لا أعتمد على الكم فيما يخص الأنشطة التي نقوم بها فالانتقائية بالنسبة لنا هي الأهم، فمن الممكن أن نقدم 50 نشاط فقط، لكنه يؤثر في عشرات الآلاف أكثر من 100 نشاط آخر فالتأثير هو الأهم وليس الكم.

ـ هل يوجد فعاليات وأنشطة خاصة بالأطفال؟ 

   " يوجد بالفعل ورش فنون تشكيلية للأطفال، وكذلك عدة أنشطة أخرى خاصة بهم مثل مسابقة المبدع الصغير تحت رعاية السيدة انتصار السيسي، وأيضًا مسابقة الصوت الذهبي للأطفال كما يوجد فرق باليه وكرة قدم وغيرها من الأنشطة الخاصة بالأطفال لاكتشاف مواهبهم وتنميتها" هكذا أجاب مضيفًا "هذه الأنشطة لاقت إقبال عدد كبير من الأطفال، حيث كانت أعدادهم أكبر من الطاقة الاستيعابية للمكان". 

ـ كيف وظفت الوزارة الندوات والأنشطة المسرحية وغيرها في التأثير على عقول الأفراد بالإيجاب؟

   ربط الثقافة بالفن شيء لابد منه، وتشارك بجزء كبير في تسويق الثقافة بشكل أفضل، فقد اعتمدنا على ربط الأماكن الأثرية والثقافية بالحفلات، والفنون والأنشطة المختلفة مما يجعلها مترددة كل يوم في وسائل الإعلام، وتؤثر بالإيجاب في عقول الجماهير التي تشارك في مثل هذه الأنشطة".

ـ وما هي مظاهر التعاون بين وزارة الثقافة والوزارات الأخرى من أجل تحقيق أكبر قدر من التوعية؟

   قمنا بعمل تعاون مع وزارة الأوقاف من خلال أنشطة وصالونات يحاضرها علماء من الوزارة، ومنها كما ذكرت الصالون الذي حضره الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وغيرها من وزارة الآثار عن طريق التسويق للآثار والأماكن الأثرية من خلال الندوات والأنشطة التي تنظمها وزارة الثقافة في تلك الأماكن مما يحقق عائدات كبيرة وانتشارًا للدولة، وكذلك نقدم أنشطة للعمل التطوعي من خلال التعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وشهدت الفترة الأخيرة تعاون ما بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم من خلال تقديم أنشطة في المدارس أو حضور طلاب المدارس لحفلات داخل مسارح الوزارة.

ـ كيف نستغل قوة مواقع التواصل الاجتماعي للاستفادة منها بالنسبة لأنشطة الصندوق؟ 

   لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثيرًا كبيرًا وسط الأفراد لكن ما يقابلنا من مشاكل هو حاجة المنصات الرقمية هذه إلى مبالغ مالية كبيرة لترويج المنتج المراد نشره، خاصًة وأنه يتم دفعه بالعملة الأجنبية لخارج البلاد مما يضر بالاقتصاد المصري.

ـ في رأيكم هل التأثير الأكبر في تنمية الوعي الثقافي يكون لمواقع التواصل الاجتماعي أم في الأنشطة على أرض الواقع؟

    فأجاب مبتسمًا " أفضل تقديم أنشطة على أرض الواقع يُقابل الناس فيها بعضهم البعض يُشاركون أفكارهم، وأحاديثهم بالنظر لبعضهم يصبح تأثيره أكبر من الأنشطة التي يتم مشاركتها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أو سماعها عن طريق الصوت فقط". 

ـ وما الذي يحتاجه الصندوق لكي يقوم بدور أكبر في التوعية والتثقيف بشكل أفضل؟

   نحتاج إلى ربط الفن بالسياحة والآثار، والحضارة والدعاية لهم عن طريق استخدام الفن والأنشطة الفنية بشكل أكبر، كما يجب أن نسعى لتدريب الكوادر الفنية من الشباب العاملين في مكاتب العلاقات العامة والإعلان على استخدام تقنيات التكنولوجيا الحديثة دون الحاجة لدفع مبالغ كبيرة من أجل ترويج المنشورات، والفيديوهات الخاصة بأنشطة الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي.

دكتور هاني أبو الحسن

ـ الشباب هم قادة المستقبل، فهل وضعت الوزارة خطة لتنمية عقول هذه الفئة؟

   " بالطبع فنحن دائمًا ما نبحث عن حقيقة الأفكار، ومصادرها، ونقوم بتوعية الشباب وتدريبهم على اكتشاف تلك المصادر، وتمييز الصحيح من المزيف، وكذلك نقل الأفكار الإيجابية من خلال إتاحة الفرصة للشباب المبدع للمناقشة والتحاور مع بعضهم البعض من خلال برامج وفعاليات تنظمها الوزارة في لقاءات مباشرة يتعرف فيها الشباب على ما يدور في أذهان بعضهم وجهًا لوجه". 

ـ وختامًا، ما الخطة المستقبلية التي تسعى لها الوزارة الفترة القادمة للتصدي للأفكار المغلوطة والهدامة؟

تسعى الوزارة لإنشاء مركز إبداعي داخل كل موقع أثري يعمل على تقديم المكان للرأي العام من خلال تقديم عروض فنية وحفلات تجعل أفراد المجتمع يرتادوه بشكل دائم، فيتردد اسم هذا المكان في وسائل الإعلام لسنوات مما يخلق مزيد من الحياة، والاستمرارية في العقول تتوارثه الأجيال، ويتطلب ذلك توظيف كثير من المعطيات المحيطة لتحقيق هذه الخطط، ومواجهة الأفكار المغلوطة، والشائعات بشكل عام.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-