.png){kind=small}
 |
| لدكتورة نهلة عبد الوهاب |
حوار: أميرة جمال
يشكل الطعام أساس الحياة لكلًا منا، فبدونه لن نستطيع بناء أجسامنا إلى جانب فقداننا للقدرة على مقاومة الفيروسات والأمراض، فالطعام يضمن للأفراد النمو والبقاء منذ لحظة ولادتهم حتّى وفاتهم، ولكن يستخدم الكثير منا نعمة الطعام بشكل غير صحي يعود بالضرر عليه فيما بعد، فالبعض يتناول المأكولات المعتادة دون أن يفكر ما إذا كانت مناسبة لصحة جسده أم لا، وفي هذا الصدد توجهنا للأستاذة الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري البكتريا والمناعة والتغذية الحيوية، ورئيس قسم البكتريا بمستشفى جامعة القاهرة، وذلك لنتعرف منها أكثر عن أضرار بعض الأطعمة الشعبية والأفكار المغلوطة عنها، إلى جانب الطريقة المُثلى لإتباع نظام غذائي صحي وجيد للجسم.
ـ بداية هناك العديد من الأفكار المغلوطة حول بعض الأطعمة فعلى سبيل المثال أن الفول يغلق «يقفل» المخ ويصعب التفكير فهل هذه الأفكار صحيحة؟
فاستهلت حديثها قائلة " الفول لا يغلق المخ مطلقًا، وهذه الفكرة تعتبر من الأفكار المغلوطة عن الأكل الشعبي، فالفول يستغرق فترة طويلة للهضم، ويشعر الشخص بالشبع الشديد، إلى جانب هذا فهو مفيد للجسم بشكل كبير، ولكن يندرج الفول تحت تصنيف البقوليات النباتية، وهي من الأشياء التي تستلزم تحضيرها وإعدادها في المنزل، وذلك لكي نتجنب حدوث أي آثار سلبية قد تنجم عن إضافة المواد غير المفيدة إليها عند تحضيرها خارج المنزل".
ـ كعادتنا؛ فالشعب المصري دائمًا ما يفضل تناول الشاي بعد الفطار أو الطعام بشكل عام، فهل هذه العادة صحيحة؟
فابتسمت قائلة أن تناول الشاي بعد الأكل ليس بالشيء الصحي، ثم صمتت برهة واستكملت "وأنا أفضل دومًا أن ننتظر بعد الأكل لمدة ساعتين ثم نتناول الشاي، وبخاصة الأشخاص الذين يعانون من مرض فقر الدم «الأنيميا»، أما الأشخاص الأصحاء فمن الممكن أن يتناولوه على الرغم من كونه غير مفيد أيضًا كما أوضحت في السابق".
ـ الكثير منا عندما يحاول اتباع نظام غذائي «دايت» فأول ما يلجأ إليه هو التقليل من أكل البطاطس، فهل لها اليد العليا في زيادة الوزن بالفعل؟
فنظرت ببسمة متواضعة قائلة "ليست البطاطس هي العامل الأساسي في إكساب الوزن، وإنما هناك أفكار مغلوطة عن الدايت، فاتباع نظام غذائي معين يعني تغيير طريقة الأكل وتغيير أسلوب حياتنا ليصبح صحيًا، فالبطاطس يمكن تناولها بطرق شتى، فمن الممكن أن نقوم بإعدادها كبطاطس مهروسة ونضيف إليها الليمون، ومن الممكن أيضًا أن نتناولها مطهية في الفرن، فهذا التنوع يفيد الجسم بشكل إيجابي ".
ـ وهل معظم الأكلات الشعبية مفيدة للجسم أم إن هناك بعض الأكلات الشعبية التي قد تضر بجسم الإنسان؟
معظم الأكلات الشعبية جيدة جدًا ومفيدة للجسم، فعلى سبيل المثال "الكشري"، والذي يعد من أكثر الأكلات الشعبية انتشارًا بين المصريين، فهو من أكثر الأكلات المفيدة للجسم، ولكن شريطة أن يتم تحضيره بشكل جيد وصحي في المنزل.
ـ بعض الأشخاص يفضلون النوم بعد الأكل، فهل هذه العادة صحيحة؟
فأبدت علامات الاعتراض وقالت " لا أفضل النوم بعد الأكل مباشرة، فلابد أن ننتظر قليلًا كي يتم هضم هذا الأكل الذي تناولناه، ومن ثم النوم، لأنه من الممكن أن يؤثر سلبًا على صحة الأفراد".
ـ وماذا عن استخدام التوابل والبهار والشطة بكميات كبيرة، هل تؤثر على الجسم سلبًا؟
فأجابت قائلة أنه لا يوجد أية مشكلات في إضافة التوابل والشطة إلى المأكولات، ولكن هناك شرط أساسي لذلك؛ وهو ألا يكون هناك حساسية أو أية إلتهابات في المعدة، حتى لا تتأثر بشكل سيء.
ـ العديد من أجسام المصريين تغلب عليها السمنة، فهل ذلك يعود لأكلات معينة في موروثاتنا الثقافية في الأطعمة المصرية المختلفة؟
قالت "يرجع هذا الأمر لاتباع الأنظمة الغذائية الخاطئة، وتناول الأطعمة غير الصحية أو المفيدة، لذا يجب علينا تجنب المقليات وأن يتبع الأشخاص نظام الأكل بمقدار 80 لـ 20، بمعنى أن يكون هناك 80 ٪ من الأكلات الصحية، وأن ننوع في أكلاتنا بنسبة الـ 20٪ المتبقية"، وأكدت على ضرورة الابتعاد عن المقليات والمياة الغازية، وأن نأكل الفاكهة كما هي ثمار «فريش» وليست في صورة عصائر .
ـ وأخيرًا، ما هو النظام الصحي الذي يجب على الفرد أن يتبناه؟
أردفت أنه من أفضل الأنظمة الصحية الواجب اتباعها نستدل عليها من القرآن الكريم والسنة النبوية المُشرفة، حيث جاء في الآية "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، فمعنى الآية واضح وهذا يدل على ضرورة التنوع في المأكل والمشرب ولكن مع عدم الإسراف، أيضًا في الحديث الشريف" مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطنٍ، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ".