لدكتورة هالة عفت |
كتبت: إيمان ياسر- وسام عمرو
"الشخصية التوكسيك"، أحد أشهر المصطلحات الرائجة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ويعني الشخصية السامة أو المؤذية لمن حولها، ولا تنحصر كلمة "توكسيك" في الأشخاص وحسب بل هناك بعض العلاقات التي تتخذ نفس الصفة أيضًا، فمن هو الشخص التوكسيك؟ وكيف نتعامل معه؟ هذا ما س وف توضحه لنا الدكتورة هالة عفت، المعالج النفسي، في السطور التالية.
ماهية الشخصية "التوكسيك"
قالت الدكتورة هالة عفت أن الشخص "التوكسيك" أو السام هو الذي يعمل على أذية الآخر بشكل غير مباشر، وعادة ما يجتمع فيه أكثر من صفة سيئة، فهو نرجسي لا يحب سوى نفسه، ولا يقبل أن يتفوق عليه أحد أو يمتلك غيره شيئًا ينقصه، وعندما يحدث ذلك سرعان ما يبدأ في تحطيم الآخر وإيذائه.
إضافة إلى ذلك يوقن أنه على حق دومًا، ويُرغم الجميع على إرضائه، كما أنه لا يتحمل نتيجة أخطائه ويسقطها على الآخرين، يعشق فرض سيطرته على الآخر وتلازمه صفة الشك أينما كان، وأكدت "عفت" على أن أصحاب العلاقات السامة يصابون بالاضطراب النفسي بكل أنواعه، ودائمًا يكونون مرهقين نفسيًا.
السبب وراء تحول الفرد إلى شخصية "توكسيك"
ولكن السؤال هُنا "لماذا أصبحت هذه الشخصية توكسيك؟"، وفي ذلك الأمر، أشارت "عفت" إلى أن السبب يكمن في البيئة المحيطة، فالشخصية المؤذية مرت بالعديد من العقد والمشاكل النفسية منذ الطفولة، موضحة ذلك بقولها: "أساليب التربية الخاطئة، كالدلع الزائد أو القسوة الشديدة، ينتج عنها شخصية سامة، فالطفل إذا تعرض لإيذاء معنوي أو جسدي يتولد عنده الرغبة في الانتقام دون وعي".
وعن دور المجتمع في تنشئة شخص سام أوضحت أن : "المجتمع والسوشيال ميديا لهما دور في ذلك، لكن تظل الأسرة هي المسؤول الأول والرئيس".
كيفية التعامل مع الشخصية" التوكسيك"
وأفادت "عفت" بأن الحل يكمن في تجنب الاحتكاك بتلك الشخصيات قدر المستطاع، لأنها لا يمكن أن تعترف بالخطأ مهما كان، وتضيف: "أول مراحل العلاج النفسي أن يدرك الشخص أنه يعاني من مشكلة ويحتاج إلى علاج".
"كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، مينفعش أجيب طفل للمجتمع وأنا مش جاهز نفسيًا لاستقبال هذا الطفل" بهذه النصيحة اختتمت الدكتورة هالة عفت حديثها مؤكدة أن سلامة الآباء النفسية هي أساس التنشئة السليمة للأبناء.