إلهامي سمير |
كتبت: مريم ضياء
تُعد الأعمال الفنية المعروضة في السينما والتليفزيون من أكثر الأشياء تأثيرًا في الجماهير المختلفة نظرًا لتأثر الأفراد بالمشاهد المرئية، وعادًة ما يكون المجتمع هو المصدر الأول الذي يستقي منه المؤلف الأحداث، ولا شك أن الدراما تناولت العديد من الخرافات المنتشرة في المجتمع المصري، من أجل مواجهتها والقضاء عليها، فهل استطاعت الدراما القيام بهذا الدور، أم كانت سببًا للترويج لها بشكل أكبر؟
وسيلة جماهيرية مؤثرة
يُعد التلفاز من أهم وسائل الإعلام وأكثرها تأثيرًا وانتشارًا، والمؤشرات الإحصائية الصادرة عن الهيئة الوطنية للإعلام، تفيد بأنه بلغ إجمالي عدد ساعات البث المرئي لكافة قنوات التليفزيون ١٧٨.٦٦ ألــف ساعة خلال عامي ٢٠٢١/٢٠٢٢، كما احتل المجـال الاجتماعي النـصيب الأكـبر في عـدد ساعـــات الإرســـال عــــام ٢٠٢١/٢٠٢٢، حــيث بلغ ٤٢٦١٧ساعة بنسبة ٢٣.٨٥٪ من إجمالي عدد الساعات بمتوسط ١١٦يوميًا مقابل ٤٢٠٠٥ ساعة عام ٢٠٢٠/٢٠٢١ بنسبة زيادة ١.٥٪.
كما أن للدراما في السينما والتليفزيون تأثيرًا كبيرًا على عقليات البشر وبالتالي على سلوكياتهم، فهناك العديد من الأبحاث التي تناولت ذلك التأثير على الفرد والمجتمع ودوره في نشر وتقليص الكثير من السلوكيات كالعنف والتحرش.
الخرافات في الدراما المصرية
ومن أهم الأفلام التي تناولت موضوع الخرافة هو فيلم "قنديل أم هاشم"، المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للأديب الراحل يحيى حقي، والذي عبر عن دور الفن في الكشف عن أمراض المجتمع، حيث صور حي السيدة زينب وشيوع التأثر بالروحانيات به كما يحدث في الواقع فجسد الصراع بين العلم والمعتقدات الخرافية الموروثة، و بيَّن مدى الإيمان بحقيقتها حتى على حساب فقدان البصر، وتوصل إلى أن السبيل الوحيد لإنقاذهم هو الاستمرار في خداعهم بما يريدون سماعه وهو أن سر شفائهم في التبرك، ولعل هذا التصوير الواقعي كان سببًا في تأثر الجمهور به حتى الآن.
"الدجل هو اللعب الذكي بآمال وأهواء الناس" من العبارات التي قيلت على لسان الممثل الراحل أحمد ذكي في فيلم "البيضة والحجر"، والذي يؤكد انتصار العلم على الدجل من خلال معرفته بكيفية تأثير الدجال على عقول البسطاء من خلال إحاطة نفسه بأجواء غريبة، والذي جسد استغلال صاحب العلم لجهل الناس وإيمانهم بالسحر والشعوذة.
تعكس الواقع
وفي هذا الصدد يقول الناقد الفني إلهامي سمير، "السينما تؤثر كغيرها من الوسائل على الجمهور، ولكن يجب عليها عرض النماذج الواقعية الموجودة في المجتمع كزواج القاصرات وغيرها لعرض مشكلاته وعدم إخفائها، فلا يمكن أن نضع تأثر الناس بالخرافات في المجتمع على عاتق السينما وحدها، وإنما هى مسئولية الشخص نفسه حسب بيئته ومستوى تعليمه والمؤسسات التربوية التي من واجبها حمايته من التفكير الخاطئ والخرافي".
ويستكمل "سمير" حديثه، بأن هناك أساتذة جامعات لازالوا يؤمنون بالخرافات مبررين ذلك بأنها عادات وأعراف، ولكن هذا لا يمنع أن البيئة التي لا يوجد بها تعليم تنتشر بها الخرافة بشكل أسرع، ولكن السينما في المجتمعات البدائية لا وجود لها، وبالتالي تأثيرها محدود هناك.
عملية إبداعية و ليست معادلة
وأَضاف الناقد الفني، "لذلك لا يجب أن نخبر المبدع بما يستعين به أو يستبعده في أعماله؛ لأن السينما عملية إبداعية وليست معادلة، كما أنه ليس من دورها هي والفن عموماً أن تصلح أوضاع المجتمع، وإنما تشير لها بإعتبارها جزء من الواقع الذي نعيشه فتلك وظيفة المسؤولين بالدولة.
تناول سلبي للخرافات
وأوضح الناقد الفني أحمد سعد الدين، أن السينما عندما تعالج المعتقدات الشعبية الخاطئة كما في فيلم "قنديل أم هاشم" تشير إلى أنها خرافة، كما نرى أن هناك دائمًا رقابة من القائمين عليها أنفسهم لتقليل عرض الخرافات بها أو تناولها بشكل سلبي يدينها؛ لتأثيرها الكبير على الشباب.
أحمد سعد الدين |
كما يضيف "سعد الدين" أنه عندما تربط السينما بين الأفكار المغلوطة والقرى فإنها تنقل جزء من واقعها، حيث أن نسبة الأمية في المجتمع المصري مرتفعة وبالتالي كلما قل مستوى التعليم كلما زادت نسبة الإيمان بالخرافة سواء المعروضة في السينما أو غيرها.