أخر الاخبار

د. عثمان فكري يكتب: سلاح الوعي الفتاك

د. عثمان فكري

 في أبسط تعريفات معاجم اللغة لكلمة "وعى" هي إدراك الأمر على حقيقته.. ضع مكان كلمة الأمر أي مشكلة في السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة أو الدين أو الاجتماع ، وببساطة شديدة ستحصل على الحل. 

الوعي.. كلمة سحرية تفتح معها أبواب الحلول لأعتى الأزمات وأكثرها خطورة.. غير أنها في نفس الوقت قد تكون بابا للتضليل وخلط الحقائق وإجبار الناس على قبول الأمر الواقع والتعايش معه. 

في السياسة.. إذا وعت الأطراف المتناحرة على كرسي الحكم، أن الخاسر الأكبر هي الدولة نفسها.. مؤسساتها وشعبها وجيشها.. وأن التقاتل المتبادل يخلف وراءه دولة ضعيفة وشعب مهزوم.. ربما فضل الجميع الحوار مهما طال أمده وكانت نتائجه.

في الرياضة.. إذا وعت الجماهير أن الهدف هو المتعة، وأن دورها هو تقديم الدعم لفريقها، وتشجيعه حال الفوز، والشد من أزره وقت الهزيمة.. وأنه لا فائز أبدا، ولا مهزوم دوما .. ويوم لك وآخر عليك.. ربما اختفى التعصب والتشاحن، وأنعم الله علينا برياضة حقيقية، نبارك فيها للفائز اليوم وللخاسر غدا.

وفي الثقافة.. إذا استوعبنا اختلافاتنا، وتقبلنا الأخر، وتعلمنا أن خلافنا في أي مسألة هو طريق الوصول للحقيقة المجردة دون تحيزات أو تحزبات .. ربما تبقى لدينا الوقت للإبداع والتأليف المثمر.

وفي الدين حديث لا توفيه الكلمات حقه عن أهمية الوعي في محاربة الفتن والتشدد والتطرف والإرهاب وكافة الأفكار الشيطانية الهدامة. 

الوعي هو سلاح الحكومات الفعال في مواجهة شعوبها.. فأنت مطالب بأن تكون أكثر وعيا في مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية.. فلا تسمع لكلام المغرضين، ولا تخضع لجشع السوق، وحارب الغلاء بالاستغناء، وكن مواطنا وطنيا يضع مصلحة بلده العليا فوق أي مصلحة شخصية.

وكما تفعل الحكومات بسلاح الوعي، يفعل معارضوها أيضا..

 الوعي كلمة ذات أكثر من مدلول.. قل فقط من يتحدث.. أخبرك بأي وعي يطالب.. حكومة أم حزب معارض.. جماعة دينية أم تكتل سياسي.. مجموعة مصالح أم جماعة عمالية.. لكل منها رؤية ومفهوم للوعي يختلف عن الأخر.. وأنت عليك صديقي المواطن أن تختار في أي وعي سوف تسير. 





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-