معاناة المرأة |
كتب: محمد رأفت، مريم ضياء
في مجتمع يشهد العديد من حالات الطلاق يوميًا وجهت أصابع الاتهام كعادتها للمرأة، و تحملت هى العبء الأكبر، و أصبحت موصومة اجتماعيًا و أخلاقيًا في مجتمعها و حتى داخل أسرتها، ففي هذا التحقيق سنعرض آراء الناس حول نظرة المجتمع للمطلقات و المتأخرات في الزواج.
الطلاق و التأخر في الزواج مرتبطان ببعضهما
قالت نورهان محمود، طالبة بكلية الإعلام، لا يوجد ما يسمى ببنت متأخرة في الزواج والتي يطلقون عليها لقب "عانس" فهو مصطلح شائع في المجتمع الريفي حيث أن انتشار تلك الأقوال مرتبط بمستوى التعليم والتفكير والبيئة فحتى داخل مجتمع الواحد تختلف الأفكار.
وتابعت "محمود"، قائلة أن طلاق المرأة أو تأخرها بالزواج ليس بيديها فهو بإرادة الله، و هما مرتبطين ببعضهم بشكل كبير، فخوفها من نظرة المجتمع لها يجعلها تتخذ قرارًا متسرعًا مما يؤدي إلى الطلاق في النهاية.
كما أوضحت أماني سعيد، ربة منزل، أن نظرة المجتمع الآن تجاه المطلقة والمتأخرة في الزواج قد اختلفت عن الأجيال السابقة ففي الماضي كان زواج المرأة ابديًا ليس منه مخرج وبالتالي كانت النظرة للمطلقة صعبه، كما أنها لم تكن تستطيع الحصول على حقوقها.
واستكملت "سعيد"، لكن في الوقت الحاضر أصبح الطلاق قرارًا سهلًا و يتم اتخاذه بعد فترة وجيزة من الزواج وليس بعد سنوات، ولم تعد هناك نظرة دونية موجهة للمرأة كما كان سابقًا.
كما أضافت "سعيد"، أن الأسباب المتعلقة بالطلاق هي نفس أسباب المرأة للتأخر بالزواج، فهي الآن تعمل وتتمكن من إعالة نفسها مما يجعلها لا تتفكر بالزواج بشكل أساسي، بالإضافة إلى ما تراه وتسمعه من تجارب تؤثر في شخصياتها وتجعلها متريثة أكثر في الاختيار.
المرأة هى السبب الرئيسي في الطلاق
و رأت منى ابراهيم، ذات ال ٥٦ عامًا، أن نظرة المجتمع للمرأة على أنها هي السبب الرئيسي في الطلاق صحيحة لأنها عليها العامل الأكبر في الحياة الزوجية، كما أن لديها القدرة على التحمل أكثر من الرجل.
و استكملت "ابراهيم"، حديثها قائلة أن الطلاق ليس نهاية العالم ولكن لا يجب أن يكون هو الاختيار الأول من الطرفين، ويجب على الرجل ألا يسير على هوى المرأة حينما تطلب الطلاق لأنها في أغلب الأحيان تتحرك بمشاعرها أكثر من عقلها فقد يكون ذلك القرار مؤذيًا لها ولأطفالها، لذلك يجب أن تكون هناك موازنة من جانب الرجل.
قرار المرأة وليس المجتمع
كما أشارت نورهان عماد، طالبة في كلية الحقوق، إلى رفضها للضغط الذي يفرضه المجتمع على المطلقات، فعلى الرغم من تحليل الله له لكن المجتمع لا يرى سوى أن المطلقة هي المتحررة المتمرد، كما أن هذه النظرة موجهة للأرملة أيضًأ.
و تابعت "عماد"، حديثها قائلة أن للمرأة الحرية في اتخاذ قرار الزواج في الوقت المناسب بالنسبة لها ولا يجب التعامل معها على أنها نقيصة، كما أن امتلاك خمس أطفال في عقد العشرينات ليس إنجازًا يستحق التقدير.
و قد اتفقت معها ياسمين يوسف، طالبة بكلية تجارة، قائلة يجب النظر للمرأة التي استطاعت إنهاء علاقة مؤذية بالنسبة لها أو اتخاذ قرار بعدم دخولها من الأساس على أنها تستحق التقدير لأن الأمر ليس بهذه السهولة، ولا يجب أن تعاني لمجرد قيامها بذلك، فهل معاناة المرأة لن تنتهي أبدًا؟ سواء قبل الزواج أو بعده أو بعد الطلاق.
وأضافت "يوسف"، يجب على المرأة ألا تلتفت إلى مجرد أحاديث لأناس لا تهمهم حياتها ويريدون الانتقاد فقط.
الطلاق فكرة مرفوضة في المجتمع
و أكد أشرف أحمد ، موظف في وزارة التربية والتعليم ، على أن نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة نظرة وحشية بها نوع من الهجوم عليها ، مع أنه قد تكون هي الضحية ولكنهم يميلون إلى تحميلها عبء ليس لها ذنب به ، فينظر الناس إلى المرأة المطلقة على أنها زوجة فاشلة لم تستطع الحفاظ على بيتها.
و تابع "أحمد"، أنهم بهذه النظرة يقسون عليها ويجب على المجتمع تغييرها فيجب أن ينظر المجتمع للمطلقة نظرة تراعي حالتها النفسية وأنها ليست نهاية العالم بالنسبة لها ، ولكنها بداية جديدة وتجربة خاضتها وتعلمت منها.
كما أوضح "أحمد"، أنه علينا تغيير أساليب تربية الأبناء منذ الصغر لكي يستطيعوا عندما يكبروا أن يديروا حياتهم بشكل صحيح ، وأيضاً يجب على المجتمع ألا يتعامل مع المطلقة على أنها أصبحت عبء على الأسرة ، مما يدفعها إلى قبول أي رجل يتقدم للزواج منها ؛ لكي تتخلص من هذا الشعور .
وفي هذا الصدد أوضح عمر محمود ، مدرس لغة عربية ، أرفض طبعاً هذه النظرة السلبية للمرأة المطلقة فهم ينظرون لها نظرة ليست بها أي رحمة فالكثير من الرجال ينظرون لها على أنها إمرأة سيئة فيوجه لها المجتمع إتهام بأنها خالفت التقاليد المعروفة في مجتمعنا العربي وهي أن الزوجة تخرج من بيت زوجها على القبر أما فكرة الطلاق فهي مرفوضة نهائياً مهما كان ما تعانيه الزوجة من زوجها على الرغم من أن الطلاق رخصة شرعية أعطاها الله لنا حق من حقوقنا لكل رجل ولكل انثى في حالة استحالة الحياة الزوجية تنفيذاً للآية الكريمة " فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، ولا يجب النظر إلى أي طرف على أنه المذنب ولا يجوز لأي أحد إتهام أي طرف.
وفي نهاية التحقيق نود تقديم روشتة كيفية التعامل مع المرأة المطلقة:
١-التفهم الدائم :- لابد أن نكون متفهمين للمشاكل التي تمر بها المطلقة حتى وإن كانت مشاكل نفسية وتود التحدث عنها دون أخذ المشورة أو رأي متخصص ونسعى لتفهم موقفها حتى وإن كان غير صحيح.
٢-الاستماع لحديثها :- يجب الاستماع لحديثها بأهتمام حتى لا تشعر بالوحدة من قبل الجميع فالاستماع قد يخفف من شدة حزنها .
٣-عدم اللوم الدائم :- لا يمكن توجيه لها اللون الدائم واشعارها بمدى الذنب وتحميلها نتيجة الطلاق وحدها
٤-تقديم الحلول:- يجب أن نكون أكثر تفهم لوضع المطلقة ونحاول بقدر استطاعتنا أن نقدم لها الحلول الذي من الممكن أن تدعمها حتى تتخطى وتتجاوز جميع الأزمات التي تمر بها.
٥-عدم القسوة :- لابد وأن نتعامل بإنسانية أكثر من المعتاد مع المطلقة خصوصاً وإن كانت قد انفصلت عن زوجها حديثاً حتى نشعرها بمدى الاحتواء الذي كانت تعيشه مسبقاً