كتبت: سها صلاح
"مدد يا سيدنا مدد" جملة كثيرًا ما نسمعها عند زيارة أحد المقامات أو الأضرحة، ولكن قد يتخلل إلى ذهن البعض سؤالًا وهو ما الضريح؟ وهو بناء معماري يكون على قبر أحد الأشخاص تخليدًا لذكراه، ويختلف عنه المقام لأنه ليس بالضرورة أن يكون المقام مكان دفن الشخص أو قبره، بل من الممكن أن يكون مكان إقامته في يوم من الأيام أو مكان كان يمارس فيه طقوسه وعاداته الدينية، أو كان يمر عليه في يوم من الأيام، فأخذ المكان شهرته أو ذاع بين الناس على أنه أحد مقاماتهم؛ فيشيدوا على هذا المكان بناء مخصص للعبادة يزوره الناس، ونتناول في هذا التقرير أشهر المقامات والأضرحة التي يتردد عليها المصريون بكثرة.
مقام الحسين
يعتبر هذا المقام من أشهر المقامات الموجودة علي أرض مصر، وهو للإمام الحسين بن علي، ويوجد في القاهرة القديمة وتم تسمية الحي بـ «حي الحسين» نسبة إليه، وتم بناء هذا المسجد في عهد الفاطميين عام 549 هجرية، تحت إشراف الوزير الصالح، ولهذا المسجد 3 أبواب من الرخام الأبيض تطل على خان الخليلي بالإضافة إلى باب آخر بجوار القبة ويطلق عليه الباب الأخضر.
مقام السيدة نفيسة
السيدة نفيسة هي ابنة الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلج ابن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، ولدت في مكة المكرمة عام 145 هجريًا في الحادي عشر من ربيع الأول، وأمها هي زينب بنت الحسن والتي فرحت كثيرًا بقدومها، وقيل أن والدها كان يأخذها وهي في سن صغير لزيارة جدها المصطفى- صلى الله عليه وسلم- .
مقام السيدة زينب
ويعتبر مسجد السيدة زينب أحد أشهر المساجد الموجودة في مصر، وينسب إلى السيدة زينب ابنة علي بن أبي طالب، وقد تم إطلاق اسمها على الحي الذي يوجد به الضريح والمسجد وعلى الميدان بالكامل، وهذا الحي من أشهر الأحياء الشعبية الموجودة بالقاهرة، والذي اعتاد الكثير من سكان القاهرة الذهاب إليه في رمضان خاصًة أوقات السحور.
ضريح السيد البدوي
وهو أحمد بن علي بن يحيى إمام صوفي وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء، ولقب بـ "البدوي" لأنه كان دائمًا ما يغطي وجهه باللثام صيفًا وشتاءًا مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب أشهرها "شيخ العرب" و"السطوحي"، ويعتبر الاحتفال بمولد السيد البدوي من أكبر الاحتفالات الدينية التي تقام، حيث تحتفل أكثر من 67 طريقة صوفية، من كل عام وبالتحديد في منتصف شهر أكتوبر، ويوجد في مدينة طنطا.
جامع أبو العباس المرسي
يطلق عليه أهل الإسكندرية "جامع المرسي أبو العباس"، وأحد أقدم وأشهر المساجد التي بنيت في الإسكندرية، حيث يتميز بقبابه المميزة الشكل، كما يعد من أهم ما يميز منطقة بحري.
ويضم هذا المسجد ضريح الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الأنصارى المرسي، الذي يتصل نسبه بالصحابي سعد بن عبادة، وولد الشيخ أبو العباس المرسي عام 616 هـ الموافق 1219 م، وفي سياق متصل نشأ أبو العباس في بيئة دينية أعدته للتصوف، درس وأخذ العهد على يد شيخه أبي الحسن الشاذلي، وأقام في الإسكندرية ثلاث وأربعين سنة إلى أن مات في الخامس والعشرين من ذى القعدة سنة 686 هـ ، ودفن في مقبرة باب البحر. وفي عام 706 هـ بنى الشيخ زين الدين بن القطان كبير تجار الإسكندرية مسجدًا في هذا المكان.
ضريح السلطان أبو العلا
سميت منطقة بولاق أبو العلا بوسط البلد، نسبًة إليه، والضريح موجود بمسجده ببولاق، وهو العارف بالله الحسين أبو علي الملقب بـ "السلطان أبو العلاء" من آل بيت رسول الله، ينتهي نسبه إلى سيدي على زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي والسيدة فاطمة، ولد في مكة أواخر القرن الثامن الهجري، ثم نزح إلى مصر حيث التقى مع علمائها وأثر فيهم وتأثر بهم حتى أفاض الله عليه وكان من العباد الزاهدين والنساك العارفين إلى درجة عالية.
وفي هذا الصدد مكث أبو العلاء فى خلوته بحي بولاق مدة 40 عامًا انقطع خلالها إلى العبادة، وعاش 120 عامًا أو يزيد، قطعها كلها فى عبادة الله وطاعته وتوفي سنة 895 هجرية، ويتواجد بجانبه فى الضريح أجسادًا لأربعة من الصالحين، هم الشيخ عبيد، الشيخ أحمد الكحكى، الشيخ مصطفى البولاقي، والشيخ علي حكشة.
ضريح عمرو بن العاص
يقع ضريح عمرو بن العاص على سفح المقطم بالقاهرة، في مدخل مسجد سيدي عقبة بن عامر الجهني، وهو ذو طابع أيوبي الطراز بسيط البناء، تعلوه قبة، يوضع أسفلها، وهذا الضريح هو مكان دفن الصحابي فاتح مصر عمرو بن العاص في القاهرة.
ويضم المسجد أيضًا ضريح عقبة الجهيني، وبجواره مباشرة ضريح عمرو بن العاص بسفح المقطم وهو الآن على يمين الداخل من الباب الرئيسي لمسجد سيدي عقبة وعلى الضريح شاهد قبر مقلوب والقبر له برواز ملون باللون الأخضر.
ويتسم الضريح ببساطته في البناء، وذلك يرجع إلى فترة العصر الفاطمي الذي كان له تأثيرًا كبيرًا على تغييب الناس عن ضريح عمرو بن العاص، وأيضًا وصية عمرو نفسه «أن يكون قبره صغيرًا متواضعًا».
ضريح محمد الأربعيني
ويوجد هذا الضريح بجوار قصر عابدين بشارع حسن الأكبر، وصاحبه هو "محمد فخر الدين إبراهيم المغازي"، قدم من المغرب لتلقي العلم على يد سيدنا إبراهيم الدسوقى، وكان التلميذ رقم 40 للسيد الدسوقى، ومن هذا الاسم اشتهر باسم محمد الأربعيني.