لدكتورة آمال سليمان |
كتبت إيمان ياسر- وسام عمرو
التربية الخاطئة مشكلة لا تغتفر في حق الأولاد، وفي حق الأسرة كمؤسسة اجتماعية هامة، فأولويات الإنسان هي الرغبة في الزواج والاستقرار، ثم إنجاب الأطفال وتكوين أسرة سعيدة، ولكن التربية الخاطئة تعكر صفو الحياة، وتنتج جيلًا مشوهًا نفسيًا، فالكثير من حالات الاضطرابات النفسية في العالم سببها معتقدات خاطئة، أولها الاهتمام بتلبية الحاجات المادية للأطفال عن النفسية؛ لذا توجهنا إلى الدكتورة آمال سليمان عبد المحسن، مدير مركز الإرشاد النفسي والبحث العلمي بإدارة القناطر الخيرية التعليمية؛ لتحدثنا عن الأساليب المغلوطة في التربية ومدى تأثيرها في تنشئة الأطفال.
التربية الخاطئة تؤدي إلى الاضطرابات النفسية
استهلت الدكتورة آمال سليمان حديثها موضحة أن ما هو منتشر الآن في المجتمع لاسيما في أساليب تربية الأطفال هي مجموعة أمور مغلوطة، أما الأفكار الصحيحة فلا تزال غائبة، وقالت: "كل الأفكار المغلوطة بتصب في الاضطرابات النفسية والنتيجة مجتمع مشوه".
وفي سياق متصل أشارت إلى أساليب التربية الخاطئة التي يتعرض لها الطفل، قائلة: "كثير من الأهالي يتبعون أساليب تربوية خاطئة، مما يؤثر على الطفل بالسلب وعلى المجتمع، ومن أساليب التربية الخاطئة التي يقع فيها معظم الأسر خاصة الأم، التركيز في التفاصيل، وده بنسميه العنف الأسري المقنع"، وأضافت أن الأسلوب الصحيح هو تخطي التفاصيل التي يمكن تمريرها وعدم التحدث فيها مع الطفل.
واستكملت حديثها قائلة: "تصنيف الطفل أنه لا يتناول وجبة معينة، أو لا يفهم شيء ما يؤثر عليه بالسلب بل ويستمر معه طوال حياته، لذا على الأسرة أن تساعده في تغيير هذا الأمر بتثبيت الأفعال الصحيحة التي يقوم بها ومحاولة تغيير التصرف الخاطئ دون التحدث فيه مرارًا وتكرارًا".
تنمر الأهل قاتل
وحذرت "سليمان" بشدة من تنمر الأهل على الطفل، قائلة: "الطفل لازم يتسمع، والتنمر عليه غير مقبول، لأنك بذلك لا تؤذيه فحسب بل تصنع منه متنمر صغير، فهو يكتسب أغلب سلوكياته من والديه".
لدكتورة آمال سليمان |
وأشارت إلى أن الأفكار الميتافيزيقية، مثل الحسد والأعمال والتشاؤم، تدمر الطفل وتجعله دائمًا خائفًا، وربما يصل به الأمر إلى أن يُصاب بالفصام، مضيفة: "إن الصرامة في التربية مطلوبة في بعض الأحيان، لأن التردد في القرارات يجعل منه شخصًا مترددًا، كما يعتاد الطفل على أن كلمة الأب والأم ليست نافذة في كل الأوقات فسرعان ما يتراجعون عنها".
ومن ناحية أخرى نوهت الدكتور آمال سليمان عبد المحسن بضرورة عدم استخدام جملة "الناس هتقول"، موضحة أن تلك الجملة ممنوعة بشكل قاطع في التربية لأنها تؤدي إلى قتل الضمير داخل الطفل، ويحل محله كاميرا مراقبة المجتمع، فيكون كل همه أن يظهر بمظهر جيد أمام الناس، وعندما يغلق على نفسه الباب يفعل كل ما هو خطأ.
السم في العسل أفضل أساليب التربية
في سياق متصل، قالت أن أسلوب وضع السم في العسل هو الأفضل على الإطلاق، فلابد من توجيه الطفل بطريقة غير مباشرة، دون إملاء الأوامر عليه"، وأشارت إلى ضرورة تعلم كيفية التعامل بشكل صحيح مع الطفل، حتى إن وصل الأمر إلى اللجوء لمتخصص كي لا تنتج شخصًا معقدًا يعاني من اضطرابات نفسية ستؤثر عليه فيما بعد، وتدمر المجتمع، فكل الظواهر الخاطئة اللامنطقية الآن في المجتمع نتيجة تربية خاطئة، واختتمت حديثها قائلة "مغلوط في مغلوط هيدينا لا منطقية في التصرفات"، مؤكدة أن تعديل الأفكار المغلوطة السائدة في المجتمع هو أول خطوات القضاء على أساليب التربية الخاطئة.