أخر الاخبار

أبرزها «سرير مكسو بطبقة من الذهب الخالص».. أغرب عادات الزواج

أغرب عادات الزواج

 كتبت: حنان الوالي وسارة الأحمدي

"دا أنا جايب لبنتي أحسن جهاز" جملة كثيرًا ما تتردد على أسماعنا في الآونة الأخيرة، وترنوا بالكثير من الأفكار المغلوطة التي تترسخ في أذهاننا يومًا بعد يوم، فهي إن دلت على شيء إنما تدل على انتشار عادة "التباهي" بإقامة عُرس فاخر، وربما يكون السبب في ذلك رغبة البعض بالتعبير عن الفرحة التي تملأ صدورهم، وقد يكون الهدف هو لفت الانتباه إلى شخصية صاحب العرس، ويربط البعض بين انتشار هذه الظاهرة وبين المؤثرين "الإنفلونسرز" الذين يتنافسون فيما بينهم على إقامة أفخم الأعراس، ولكنك قد تتعجب عندما تعلم أن عادة التباهي في الأفراح ليست بجديدة على المجتمع المصري، فلم تكن وليدة القرن الـ21، إذ ترجع لعهد الخديوي إسماعيل، فما هي مظاهر الاحتفال بالأعراس في ذلك الوقت؟

عادة الاحتفال بالأفراح.. قصة طريفة

تميزت أفراح الأمراء والأميرات أو من ينتسبون إلى القصر الملكي، خاصًة في عهد الخديوي إسماعيل بالفخامة، ولعل المثير هو أن حفلات زواج الأمراء كانت تدوم أربعين ليلة، وظهر في هذه الحفلات "بذخ" فريد من نوعه. 

في سياق متصل يذكر التاريخ أن لزواج الأمير حسن نجل الخديوي، من الأميرة خديجة قصة طريفة، فقد أنشأ إسماعيل مدرسة ابتدائية لتعليم الفتيات، وألحق بها بعض أميرات البيت الملكي ومن بينهن الأميرة خديجة، ووعدها بأن يزفها على نجله الأمير حسن إذا تفوقت في الدراسة.

وفي أحد الأيام ذهب بنفسه إلى المدرسة لمتابعة مستوى الطالبات فدخل الفصل الذي تدرس به الأميرة خديجة وسألها عما تعلمته من القرآن منذ أن التحقت بالمدرسة، فأجابت "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا"، سورة مريم الآية (54)، فسُر لذكائها وقال: "أجل، مازلت عند وعدي". 

وأوفى بوعده ولم يمر أكثر من 5 سنوات حتى تم الاحتفال بزفاف الأمير حسن والأميرة خديجة، وبدأت الأفراح بإقامة حفل كتب الكتاب بحرملك القصر العالي مقر والدة إسماعيل بجاردن سيتي، ودعى إليها أعضاء الأسرة الخديوية والعلماء والنظار وكبار الأعيان.

وكان شهود العقد يدخلون إلى الحرملك حيث يجلس العرائس بين بقية الأميرات، فكانوا يسألون كل واحدة منهن من وراء الستار الكثيف: "هل قبلتِ الزواج من خطيبك؟"، فكانت تجيب بالقبول بعد تمعن طويل كعادة جرت في ذلك العهد، فإذا سمع الشهود الإجابة عادوا الحرملك لصياغة عقد الزواج وتقديم المشروبات والحلوى في أكواب ذهبية وتوزع الهدايا الفاخرة للحاضرين.

استخدام الذهب و الياقوت والكهرمان في الجهاز 

كان جهاز أبناء إسماعيل آية في الفخامة والتباهي، إذ كانت الحُلي لها شكل فريد من نوعه والجواهر مرصعة بالألماس، والأواني متنوعة بين الذهب والفضة، فضلًا عن أطقم الشاي المصنوعة من الكهرمان الخاص، وكان الجهاز يوضع في عدد من غرف القصر العالي، وعادة ما يملأ ثلاث غرف كبيرة، ويأتي الأمراء والأميرات لمشاهدته، وبعد أن تنتهي أيام العُرس تُزف كل عروس إلى منزلها في موكب كبير يحرسه رجال الخديوي وهم يمتطون الفرسان العربية. 

ومن الملفت في ذلك الوقت أن محتويات جهاز العروس كانت تضم سرير مكسو بطبقة من الذهب الخالص، ورصعت أعمدته بالياقوت والزمرد والفيروز، أما الحُلي والمجوهرات؛ فقد وضعت في أسبتة مكشوفة على وسائد من المخمل المزركش، ويحمل كل واحدة منها أربعة من رجال الحرس في ملابسهم الرسمية. 

تشهير السيوف.. وعلاقتها بالزفة في عهد الخديوي اسماعيل

وعلى صعيد آخر يقوم حراس الخديوي بتشهير السيوف في أيديهم، ويطوفون في شوارع القاهرة بين صفين من الجنود، وتتقدمهم الموسيقى والناس ورائهم يهتفون، بينما كانت تقف النساء في شرف المنازل لترديد الأغاني والزغاريد، وتتوالى الحفلات في سراي القصر طوال مدة إقامة العرائس فيه، حتى موعد الزفاف، فتقام زفة كل عروس على حدة، إذ ترتدي أجمل ملابسها وتتجمل بالمجوهرات الثمينة، وتسير إلى الكوشة برفقة اثنين من الأغوات "الخادمات"، لتجلس بين والدها ووالدتها.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-