أخر الاخبار

ما وراء الكواليس.. تجارب طلابية ترصد الوضع التعليمي في مدارس "ستيم"

مدارس ستيم

 تحقيق: فاطمة الزهراء أحمد، كرستين عوني، وسام عمرو

عندما يظهر نظامًا تعليميًا جديدًا لا يفهمه البعض بسهولة، وتجد من يشيد به دون أن يعرف عنه شيئًا، ومن يقلل منه دون علم كاف، ولكن على الرغم من تخوف الكثيرون من النُظم الجديدة، قامت الحكومة المصرية في السنوات الأخيرة بإنشاء مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا "STEM"، وهي مدرسة داخلية تتم الدراسة بها على مدار الأسبوع، ويشترط القبول بها الحصول على الدرجة النهائية في إحدى المواد (الإنجليزي، الرياضيات، العلوم)، ولأن البعض لديه أفكار مغلوطة عن هذه المدارس فمن خلال هذا التحقيق نعرض لكم حقائق من تجارب واقعية. 

«ستيم».. مجتمع مغلق 

"أهم ما تتميز به مدارس ستيم  أنها مدارس داخلية، كالمجتمع المغلق"، هكذا عبر محمد مدحت،  أحد طلاب دفعة ٢٠١٨ بمدارس ستيم في البحر الأحمر، بينما أضاف أحمد كامل، طالب مدرسة ستيم فرع أسيوط، أن من أهم ما يميزها هي طبيعة التدريس، فهي تعلم الطلاب الاعتماد على أنفسهم في جمع المعلومات من مصادر مختلفة، حيث تمثل الأنشطة نسبة ٦٠٪ من التقييم النهائي وقال : "بتطور تفكيرنا وبتعلمنا الاعتماد على نفسنا"، وأكد على الرأي ذاته الطالب شارلز نبيل، وأشار أحمد عبدالله المهدي ، أحد طلاب دفعة ٢٠٢٢، أن الفرص التي تتيحها المدارس للطلاب من أول يوم هي أكثر ما يميزها.

تقييم مدارس ستيم ما بين الآراء المتباينة

وتباينت آراء الطلاب عن أهم ما تعلموه في مدارس ستيم، حيث يرى بيشوي أشرف عزيز، دفعة ٢٠١٨، أن أهم ما تعلمه هو كيفية ترتيب وقته وحياته، وطريقة التصرف في الكثير من المواقف التي تواجهه في الحياة قائلًا: "حولت شخصيتي من خجول وانطوائي لشخص اجتماعي بيتعامل مع ناس من محافظات مختلفة". 

أما فادي ناجي، خريج مدارس ستيم بأسيوط دفعة ٢٠١٨،  فيرى أن من أهم ما تعلمه هو إتقان اللغة الإنجليزية، وكيفية التخطيط لمستقبله بشكل غير نمطي، كما أفادته على المستوى الأكاديمي مثل علوم الهندسة التطبيقية وقال: "هي بتمثل خلاصة تجربة غيرت حياتي بشكل كبير وبتحسسني أني مميز". 

شروط القبول بمدارس ستيم

وذكر فادي ناجي أن شروط القبول بمدارس ستيم عام ٢٠١٥ كانت في الحصول على ٩٨٪ في الإعدادية، وتحصيل الدرجة النهائية في مادتين علميتين على الأقل كالرياضة والميكانيكا، وأن تجتاز اختبار القبول الخاص بالمدرسة نفسها. 

بينما أوضح بيشوي أن شروط القبول تختلف كل عام، ويضيف أحمد عبدالله أن  شروط القبول في العام الماضي ٢٠٢٢ بمدرسة ستيم فرع أكتوبر كانت تتمثل في أن يحصل الطالب على مجموع لا يقل عن ٩٥٪ في الإعدادية، والدرجة النهائية في مادتين من المواد العلمية كالرياضة والعلوم واللغة الإنجليزية، وأن يكون الطالب مصري الجنسية. 

طبيعة المناهج في ستيم

وعن طبيعة المناهج يحدثنا بيشوي أشرف أنها تدرس كافة مواد ثانوية عامة، ولكن بطرق مختلفة، قائلًا " بنأخذ عنوان الدرس ثم نبدأ في البحث عنه وإعداد عرض تقديمي له"، ثم يعرضوه على زملائهم، ويكون دور المعلم إكمال المعلومات الناقصة الواجب تعلمها.

ويضيف فادي ناجي أنها تعتمد على تنمية التفكير الإبداعي عن طريق EDP (Engineering Design Process)، أي مراحل حل المشكلة، وتعتمد على أن يناقش الطالب مشكلة من مشكلات مصر، ويقدم لها حلًا علميًا، ثم يطبقه في شكل مشروع، والذي يمثل ٦٠٪ من درجات الفصل الدراسي. 

مدارس ستيم

ويوضح شارلز نبيل طبيعة الأسئلة فيقول: "الأسئلة بنسبة كبيرة بتبقى أول مرة تشوفها فـلازم تبقى فاهم المنهج"، ويلخص محمد مدحت شكل الدراسة في مدارس ستيم في أن طبيعة المواد تدرس عبر نظام« learning outcome» مخرجات التعلم، و الهدف من هذا النظام التعليمي  يكمن في تحصيل مفاهيم ومهارات معينة، بالاعتماد على مراجع  وكتب مختصة  أو يرجع للنت كبديل. 

العيوب ونظام التنسيق

وعن العيوب يجيب بيشوي أنه حول للثانوية العامة بسبب مشكلات ما قبل الإلتحاق بالجامعة، فتنسيق مدرسة ستيم يكون ضمن مرحلة ثالثة، ويتأخر جدًا، بالإضافة لقلة عدد مقاعد خريجين ستيم في الكليات المختلفة، ويضيف شارلز أنه من أكبر عيوب مدرسة ستيم فترة ما بعد المدرسة في الجامعة، حيث قال :"كل حاجة بتروح منك وبترجع للنظام التقليدي بتاع ثانوي عام بس في جامعة بقى". 

مدارس ستيم وسوق العمل

تباينت وجهات النطر حول مدارس ستيم وسوق العمل، فيرى محمد مدحت أنها تعلمهم المهارات الشخصية soft skills ، والتي تعد من أكثر ما يطلبه سوق العمل وأنه العامل الأكبر الذي تأهله فيها، ويضيف فادي ناجي أنها ساعدته على دخول سوق العمل قائلًا: "ناس كتير وأنا واحد منهم قدرنا نحصل على فرص عمل بسبب المدرسة بس". 

بينما يرى أحمد كامل أنه لا علاقة بمدارس ستيم والتأهل لسوق العمل، والأمر برمته يعتمد على قدرة الفرد نفسه وعبر عن ذلك قائلًا: "مش شرط على حسب الشخص استفاد من التجربة أو لا". 

مدارس ستيم والمجتمع

وعن نظرة المجتمع لمدارس ستيم يقول بيشوي أن المجتمع غالبًا ما ينبهر بأسلوب الدراسة في مدارس ستيم، ولكن هذا لا يمنع أن هناك آخرين ينتقدونها، بينما يرى أحمد عبدالله أن المجتمع يرى أن طلاب ستيم لديهم القدرة علي تحمل الضغط أكتر بكثير من الطلاب في مدارس الثانوية العامة. 

نصيحة من جيل إلى جيل

وقدم أحمد عبدالله رسالة للطلاب الجدد قائلًا: "لو عاوز تغير من نفسك وتبقى حاجة أنت فخور بيها فكر في مدارس ستيم"، بينما يخبرهم بيشوي أن الثانوية فترة جميلة جدًا، وأنها من أكتر الفترات التي قد تغير حياتهم، لذا فعليهم استغلالها، وأن يتسموا بالمرونة وأن يكونوا على استعداد لكل ما يصادفهم في تلك الفترة. 




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-