الملك فاروق |
كتبت: سارة عبد الحميد
يحكم التاريخ دومًا على أشخاصه، فقد يصنع منهم أبطالًا، أو يضعهم في أسفل سافلين، ولأنه الوسيلة الوحيدة التي يمكننا من خلالها التعرف على الماضي، وجب علينا أن نتمعن فيما يقدمه لنا، فلا نأخذ ما يحويه كمسلمات دون التحقق منها، ففي النهاية هو من صُنع البشر وقد يخطأ وقد يصيب، لذا فمن خلال هذا التقرير نستعرض لكم مجموعة من الأفكار المغلوطة حول بعض الشخصيات التاريخية.
الملك فاروق
انتشرت العديد من الأقاويل بأن الملك فاروق آخر ملوك مصر من مدمني الخمور، بل ورسخت بعض الأعمال الدرامية معلومة أنه كان "زير نساء"، والحقيقة أنه لم يكن من شاربي الخمر، بل على النقيض كان من كارهيها.
وربما أراد فاروق أن يظهر نفسه بمظهر "الدون جوان" الذي تلاحقه النساء، المستهتر في علاقاته الغرامية، المفرط في إشباع شهواته الجنسية، مع أنه كان في استطاعته أن يخفي ذلك كله، أو جانبًا كبيرًا منه على الأقل، ولكنه تعمد أن يعلن تلك المظاهر للناس فيتحدثوا بها ويتناقلوها.
بطرس غالي
بطرس غالي |
أما عن شخصية بطرس غالي باشا رئيس وزراء مصر في الفترة ما بين 1908 حتى 1910، فإن له وجهًا آخرًا لا يعلمه الكثيرون، فقال الدكتور بسام الشماع المؤرخ والمحاضر في علم المصريات أنه خائن فكان صاحب فكرة تمديد امتياز شركة قناة السويس 40 عاماً إضافية من 1968م إلى 2008م نظير 4 ملايين جنيه تدفع على أربعة أقساط وكانت هذه الفكرة لصالح بريطانيا.
تحالف "غالي" مع إنجلترا في واقعة إعدام فلاحين دنشواي، وقانون المطبوعات واتفاقية الحكم الثنائي الإنجليزي المصري للسودان واتهم بمحاباة الإنجليز.
ومع تنامي الحركة الوطنية بمصر تحت شعار «مصر للمصريين»، أصبحت سياسات بطرس غالي شديدة الولاء لبريطانيا، وعلى الرغم من ذلك لا تزال بعض الروايات التاريخية تمجد بطرس غالي وتصنع منه بطلًا، بل وتم إطلاق اسمه على أحد شوارع القاهرة.
ريا وسكينة.. ضحايا أم جناة
تُعد قضية ريا وسكينة من أشهر قضايا الجرائم التي سجلها التاريخ، ولكن بعد قرن من الزمان جاءت الحقيقة التي تشير إلى أن ريا وسكينة لم تكونا سوى مناضلتان، فقد كانت تقوم سكينة باستقطاب الجنود الإنجليز في فترة الاحتلال من أجل قتلهم بالتنسيق مع الجهات المصرية حفاظًا على سلام المنطقة التي يسكنوها.
ريا وسكينة |
وتعددت الأقاويل بشأن قتلهن للنساء، ولكن هناك قصة تقول أنهن كان يقتلن النساء العاهرات فقط، لذلك استغلت السلطات الإنجليزية الأمر وقامت باعتقالهن، وحين علم بذلك وكيل النيابة آنذاك، قام بتقديم استقالته على الفور، حتى لا يساعد قوات الاحتلال في تنفيذ ما يريدون.
ولذلك في هذه الفترة، تم تعديل القانون المصري، الذي كان يمنع إعدام النساء، ليتم إعدام "ريا وسكينة" إرضاءًا للقنصل الإنجليزي.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك وحسب بل أن ابنة ريا، والتي تدعى بديعة، هي الشاهد الوحيد على الحادث، حيث تم تلقينها كلمات من شأنها أن تثبت الواقعة على ريا وسكينة، وأخبروها أنه يجب أن تدلي بها، فإن قالتها، قاموا بالإفراج عن والدتها، ففعلت ذلك ويتم إعدامهما.