أخر الاخبار

"تمردن لظروفهن" .. «وعي» ترصد قصص كفاح المرأة في المهن الذكورية

قصص كفاح المرأة في المهن الذكورية

 كتبت: حنان الوالي، سارة الأحمدي

سلَّط مسلسل "تحت الوصاية" بطولة منى ذكي، الضوء على امرأة تعمل بالصيد لوفاة زوجها، لكن المسلسل لم يكن إلا لقطة واحدة في مسلسل واقعي مر يتكرر كل يوم، فالمرأة في المجتمع المصري تواجه ظروفًا تضطرها طوال الوقت إلى التمرد على المألوف، ومن مظاهر التمرد العمل في بعض الحرف المعروفة بأنها ذكورية، كالنجارة، والسباكة، والأعمال الكهربائية، لكن النماذج التي تسلط «وعي» عليها الضوء اليوم تثبت أن هذه الحرف لم تعد للرجال فقط.

وقالت فاتن محمد، التي تعمل في السباكة، أنها واجهت تحديات كبيرة نتيجة لسيطرة الخرافات على عقول بعض البشر، حيث رفض الكثيرون عملها في هذه المهنة، لافتة إلى أنها لجأت لهذه المهنة لتساعد زوجها، وتشرح بأسى أن بعض الأفراد في بداية عملها كانوا ينظرون إليها كرجل، لكن مع مرور الوقت بدأت هذه النظرة تتغير. 

وأضافت "محمد"، أنها بدأت بهذا العمل منذ سنتين، موضحة أنها تعمل بجانب زوجها لتوفير مال يعينهما على تربية أبنائهما الأربعة، مشيرة إلى أنها صممت أن يكون أبنائها متعلمين، ولديهم شهادات كبيرة تجعلهم فخورين بوالديهم، وعن نظام العمل مع زوجها، أوضحت السيدة ذات الـ45 عاما أنها تواصل العمل خلال الفترة الصباحية، ويتسلم منها زوجها العمل باقي اليوم.

ومن جانبها أضافت نهلة أحمد، والتي تعمل كهربائية، أنها لجأت لمهنة زوجها بعد مرضه، والذي أدى به للإقامة في الفراش، لذا قررت أن تمارس مهنته، لافتة إلى أنها مازالت تواجه بعض العوائق، فتتحدث "أحمد" قائلة أنها ذهبت لأحد المنازل للقيام بتصيلح عطل وعندما وجد صاحب المنزل إنها امرأة رفض عملها معلقًا: «مش هسيب الشقة ليكي لتولع»، متابعة أن هناك الكثير من المواقف السلبية التي توجهها من جانب الرجال، والتي تعد إرثًا ثقافيًا غريبًا يهدر حق المرأة.

وأشارت إلى أنها تطمح في أن توفر لأبنائها حياة كريمة بعرق جبينها بدلًا من أن تمد يديها إلى الأشخاص، موضحة أن نظرة عائلتها لها مختلفة، فهناك من يشجعها، وهناك من يحتقرها، لكنها في النهاية تقول أنها لم تعد تلتفت للآراء السلبية طالما أنها لم تفعل شيئًا يسئ إلى سمعتها. 

قصص كفاح المرأة في المهن الذكورية

وفي سياق متصل ذكرت أمل محمد، والتي تعمل في النجارة، أنها لجأت للعمل في هذه المهنة بعد وفاة زوجها، لافتة إلى أنها كانت لا تعلم من أين تأتي بالمال بعد وفاة زوجها، لذا فكرت في إعادة فتح الورشة التي كان يعمل بها، لأنها تعلم بعض الشئ عن هذه المهنة حينما كانت تقف مع زوجها قبل وفاته، وتعرف كيف تستخدم المنشار، وتقطع الخشب وغيره من أساسيات المهنة.

وأشارت "محمد"، إلى أنها واجهت الكثير من العادات التي تهمش دور المرأة، ففي بداية الأمر رفض أهل منطقتها عملها، على الرغم من أنها تعمل أمامهم في وضوح النهار، ولم ترتكب شيئًأ خاطئًا ليتم إيذائها بالحديث، لافتة إلى أنها تحدت هذه العوائق بالإصرار على العمل حتى أصبح لها بصمة مميزة فيما تنتجه، متمنية أن يعي المجتمع أننا أصبحنا في القرن 21، والمرأة لم تعد مهمشة، وطالما أنها تكافح يجب دعمها وليس إحباطها، فلا أحد يعلم الظروف التي اضطرت امرأة للعمل بمهنة يستحيل على جسدها الضعيف تحملها، لذا يجب أن نترك الأفكار الموروثة الخاطئة التي لا تؤدي لتقدم المجتمعات.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-