حوار: سها صلاح
تختلف العادات والتقاليد ما بين الشعوب والبلاد المختلفة، فالعادات هي ما توارثته الأجيال من أفعال وأقوال وبقيت حاضرة في المناسبات والطقوس الدينية والاجتماعية، والجدير بالذكر أن مصر تمتلك من العادات والتقاليد ما لا يمكن حصره، والتي قد تؤدي إلى ترسيخ أفكار مغلوطة في الأجيال الناشئة، وفي السطور التالية سنتناول الحديث مع فايزة سليمان، البالغة من العمر ٦٥ عامًا، عن تلك العادات الموروثة وعما كانت تسمعه بشأنها منذ الصغر.
ـ بداية، نود أن تحدثينا عن عادات الطعام التي كانت موجودة قديمًا؟
فابتسمت ابتسامة متواضعة ثم قالت: "كان دخل والدي الشهري 3 جنيهات، كنا نأكل أكلات شعبية مثل الكشري، فول، طعمية، فول بالطماطم، طبيخ من غير لحوم، باذنجان مقلي وبطاطس، وبعض الأوقات كنا نقوم بتحمير الشعرية ونأكلها بالسكر واللبن وهذا كان قمة الرفاهية قديمًا".
ـ وهل كنتم تقتنعون بما يسمى بالطب البديل والعلاج بالأعشاب؟
قديمًا، كان لا يوجد ما يسمى بالطب البديل والأعشاب وكل هذه الأمور ولم يكن بالشهرة الحالية، كان يوجد الحميات والأطباء المتخصصين فقط، وفي رأيي أن الطب البديل والوصفات شيء مهم جدًا، وكثيرًا من الأحيان تكون نتائجه فعالة بشكل كبير.
ـ وماذا عن الخرزة الزرقاء وهذه العادات التي يظن البعض أنها تمنع الحسد مثل قراءة الفنجان مثلًا؟
فصمتت برهة واستكملت" فكرة وجود الخرزة الزرقاء وقراءة الفنجان ومثل هذه الأشياء "حرام"، وهذا ما نشأنا عليه في منزلنا منذ الصغر، فكنا دائمًا ما نسمع بأن هذه الأشياء وجودها غير مستحب وخاطئ من الأساس".
ـ حدثيني عن العادات المتوارثة قديمًا مثل زواج الفتيات في سن صغير، والمعتقد القائل بأن إنجاب الذكور أفضل من الإناث؟
فقالت: "أنا تزوجت في سن الـ ١٣ كنت طفلة، لكن أهلي كانوا غير موفقين في قرار مثل ذلك، فمن واجب الأهل أن يتركوا لبناتهن حرية اختيار الشخص وحرية اختيار وقت الزواج.
وكان والدي يعشق خلفة البنات ويعشق البنات، ولم يكن يحب الذكور أبدًا، رغم أن كل أخواتي ذكور لكن والدي يفضل الإناث، وبالتالي هذه مسألة نسبية، وتختلف من شخص لأخر، فهناك من يحبون الإناث ومن يحبون الذكور وآخرين يحبون خلفة الجنسين ".
ـ وما هي الاعتقادات والموروثات القديمة التي تتمنين أن تكون موجودة حتى الآن؟
فأجابت مسرعة" من العادات القديمة التي كنت أحبها هي حياء البنات"، وأكملت مبتسمة "كانت البنت مبتخرجش من البيت إلا بإذن وكانوا ماسكين على البنات بشكل جامد، وكان دا سبب في زيادة الأخلاق والأدب والاحترام، وده كان أفضل كتير من دلوقتي، كمان مكنتش بنت تقدر تقول إنها بتحب شاب حتى لو هتقول لأختها، كانت بتبقى مكسوفة وكان فيه حياء وعفة".
وأردفت، من العادات الجميلة التي ينبغي علينا أن نعيدها مرة أخرى إلى عالمنا المعاصر، هي الود والسؤال على الآخرين، موضحة " كان الجميع يزور بعضه في الأعياد ولم يكتفوا بمكالمة تليفون فقط، وفي رمضان كان الجيران يزورون بعضهم البعض ويفطرون ويتسامرونبعد الإفطار، كان يوجد أمان وحب وود وخوف على الآخر".
ـ هل كان يوجد قديمًا التقرب والتوسل بأولياء الله الصالحين؟ وما اعتقادك في ذلك الأمر؟
"أعترف بوجود أولياء الله الصالحين لكن لم أعترف بتوسل الآخرين إليهم"، وأكملت قائلة: "واجب زيارتي ليهم لكن مش هروح أتبارك بيهم، ربنا موجود وفوق كل حد، والمفروض اتجه لربنا وأقول يارب لكن مينفعش أتوسل بأولياء الله الصالحين".
ـ ما رأيكِ في بعض العادات والتقاليد الموروثة حتى الآن مثل الاحتفال بالمولود في اليوم السابع "السبوع"، وأن تخطو الأم فوق الطفل ٧ مرات؟
فأجابت أعتقد أنها عادة مصرية قديمة، فكانوا يعتقدون أن رقم ٧ يجلب الحظ السعيد للمولود، إلا أن هناك عادات أخرى مثل وضع الطفل في الغربال ودق الهون، وكل هذه مفاهيم تاريخية موروثة وتختلف من مكان لآخر داخل محافظات مصر.
ـ هل كان يوجد بما يسمى عرافًا ودجالًا؟ وهل كنتم تؤمنون بذلك؟
أنهت حديثها قائلة" كل ذلك مجرد خرافات ودجل ولم نكن نؤمن بها في بيتنا لأنه كُفر بالله عز وجل".